يشبِّه بعضُ السوريين النازحين أخيراً الى لبنان من العاصمة السورية دمشق وضواحيها، الحصولَ على شقة للإيجار في البقاع اللبناني بمثابة الحصول على ورقة يانصيب رابحة، في ظل ندرة الشقق السكنية، بعدما استنفدها سوريون لجأوا الى لبنان في اوقات سابقة. وساعد بعضَ هؤلاء كونهم من الفئات الميسورة، في الهرب الى شقق مفروشة وفنادق في البقاع والجبل، في حين لم يسعف الحظ الفقراء منهم، الذين كان نصيبهم المدارس وأقبية الجوامع. غير أن بدلات إيجار الشقق شهدت ارتفاعاً ملحوظاً مع ازدياد الطلب عليها، إذ وصل بدل إيجار ثلاث غرف في بلدة المرج مثلاً إلى 400 دولار أميركي شهرياً، بينما لم يكن يتعدى في العام الماضي 150 دولاراً، وهو ما دفع إمام مسجد البلدة الى الطلب من المؤجرين تخفيض الأسعار تضامناً مع السوريين الهاربين من آلة القتل والدمار في بلادهم. ووصل بدل ايجار الشقق المتوسطة، الى الكبيرة، في بلدات سياحية مثل زحلة (التي قصدها النازحون من الطوائف المسيحية خصوصاً) وسواها، إلى ألفي دولار أميركي في منطقة كسارة، وقال نازحون إن مؤجرين في بلدة بحمدون في جبل لبنان طلبوا أكثر من 3 آلاف دولار مقابل ايجار شقة. وبدت العائلات السورية التي تربطها بعائلات لبنانية روابط قربى، الأوفرَ حظّاً، إذ لجأت إلى منازل الأقارب في مختلف مناطق البقاع، في حين امتلأت غرف الفنادق بالسوريين النازحين، الذين راهنوا على عودة قريبة الى بلادهم، او أنهم فضلوا الإيجار اليومي على ذاك الشهري. ونشّطت حركةُ النازحين الحركةَ السياحية في البقاع، كما ساهمت المساعداتُ الدولية في إفادة عشرات المؤسسات التجارية البقاعية من عقود مالية لتأمين حاجيات النازحين من المواد الغذائية، عبر قسائم تسلم الى اصحاب هذه المؤسسات الذين يقبضون كل آخر شهر بدلاتها المالية، التي يصل بعضها الى حدود 50 مليون ليرة لبنانية.