تواصلت حركة نزوح عائلات سورية باتجاه لبنان من طريق معبر المصنع الحدودي، وسط تسهيلات لبنانية وشكاوى نازحين من عرقلة سورية عند نقطة جديدة يابوس لدى الخروج من سورية. واستنفرت الأجهزة الإغاثية اللبنانية والدولية والأهلية لاستيعاب الأعداد الكبيرة الإضافية من النازحين الذين توزع بعضهم عند الأقارب أو في الفنادق أو في المدارس الرسمية التي فتحت في البقاع لإيوائهم. وشكا ممثلو جمعيات اهلية من وضع إنساني يفوق إمكاناتهم اللوجستية والمالية، وتحدث مسؤول ملف النازحين التابع لدار الفتوى في البقاع الشيخ أمين شرقية عن «عائلات وأطفال ونساء لم يجدوا سوى مقاعد السيارات مكاناً للنوم أو مسكن موقت على رغم فتح بعض المدارس الرسمية أمام النازحين». واتخذت عائلات سورية ميسورة من غرف الفنادق في منطقة شتورة وزحلة مسكناً موقتاً ريثما يجدون منازل للاستئجار في ظل معلومات عن حالات ابتزاز مالي. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن عابرين للحدود قولهم انهم امضوا «اياماً في ملجأ، لم ننم منذ بدء المعارك. وكنا نصاب بالرعب في كل مرة نسمع فيها اطلاق نار او صوت مروحيات»، وقال آخر «انها حرب حقيقية. تركنا كل شيء، منازلنا ومتاجرنا، وخرجنا تحت القصف»، وتحدث عن «مروحيات وقذائف هاون واصوات رشاشات»، مضيفاً «هربنا تحت القصف حتى لا نموت في منازلنا». وقالت طالبة من حي الزاهرة الجديدة ان «كل سكان الحي غادروه». وقال تاجر سوري من الميدان «لا يوجد ارهابيون في الميدان، جئت الى لبنان، ومعي فقط بعض الملابس. ليكن الله في عوننا». وأوضح رئيس نقابة اصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر للوكالة ان «عدداً كبيراً من النازحين استأجروا شققاً في مناطق الجبل وهم يختارون كذلك فنادق ثلاث او اربع نجوم، ما يدل على انهم ينتمون الى الطبقة الوسطى في سورية». وأكد مسؤول في الامن العام اللبناني ان الجهاز «يقوم بكل التسهيلات الممكنة ويوافق لاسباب انسانية على ادخال بعض الاشخاص حتى لو كانوا لا يملكون اوراقاً ثبوتية كاملة، اذا كانوا برفقة عائلاتهم». وبدعوة من منسقية «تيار المستقبل» في البقاع الأوسط، عقد نواب المنطقة وفاعلياتها اجتماعاً للتداول بما آلت إليه الأمور بعد تدفق أعداد كبيرة من النازحين إلى البقاع. وإذ اكد المجتمعون «وقوفهم إلى جانب الشعب السوري المنتفض بوجه نظام القمع والقتل»، أشادوا «بهبّة البقاعيين العفوية واحتضانهم الإنساني، لأشقائهم النازحين ساعة محنتهم»، وحملوا «حكومة النأي بالنفس المسؤولية الكاملة عن إغاثة النازحين، وتوفير الحماية لهم من إمكان استهدافهم من قبل عملاء النظام السوري». كما طالبوا «الحكومة والجيش اللبناني بحماية القرى الحدودية من اعتداءات كتائب الأسد وشبيحته». وحضوا «على تكثيف الجهود الإغاثية لمواجهة المستجدات». وتحدثت الوكالة «الوطنية للإعلام» (الرسمية) عن ازدحام في فنادق محطة بحمدون والشقق السكنية فيها التي شغلها نازحون أتوا بسياراتهم من دمشق، وكذلك الأمر في مدينة عاليه وإن بنسبة أقل. وكان مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي اطلق أول من امس، صرخة رفضاً لمعاناة النازحين على معبر المصنع وفي القرى الحدودية، التقى امس، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي اطلعه على الإجراءات التي اتخذها الأمن العام لاستقبال النازحين مشيراً إلى «ان كثافتهم خلال وقت قصير أدى إلى تأخر عبورهم». وكان إبراهيم، بحسب الوكالة الوطنية، «أعطى توجيهاته بعدم إعادة أي نازح على المعابر الحدودية». واعتبر وزير شؤون المهجرين علاء الدين ترو أن «من الطبيعي أن يزداد عدد النازحين السوريين إلى لبنان في ظل ازدياد حدة العنف والقتال في سورية»، لافتاً إلى أن «هذا الأمر دفعه ووزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، بتكليف من النائب وليد جنبلاط، إلى زيارة رئيس الحكومة والطلب إليه فتح المدارس في البقاع والشمال لإيواء النازحين، والإيعاز للهيئة العليا للإغاثة بالمساعدة العاجلة لهؤلاء». وقدر ترو، في حديث إلى إذاعة «صوت لبنان» عدد النازحين ب22 ألفاً دخلوا الأراضي اللبنانية»، متوقعاً «ارتفاع العدد في الأيام المقبلة».وشدد على أن «مصادر التمويل لمساعدة النازحين تقع بالدرجة الأولى على عاتق وزارة الشؤون الاجتماعية إضافة إلى هيئة الإغاثة وهذه المسألة ستطرح على مجلس الوزراء». وشدد على وجوب عدم إخضاع موضوع النازحين الإنساني إلى معايير السياسة، ولفت الى أن «لا أعداد من الفلسطينيين وصلوا إلى لبنان حتى الساعة، وإذا ما حصل، فهو حساس جداً». تعازٍ في السفارة السورية أعلنت السفارة السورية لدى لبنان ان السفير علي عبدالكريم علي «يتقبل العزاء بالقادة الشهداء، نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع العماد داوود راجحة، معاون نائب رئيس الجمهورية العماد حسن توركماني، نائب وزير الدفاع العماد آصف شوكت ورئيس مكتب الامن القومي اللواء هشام اختيار، الذين قضوا في التفجير الارهابي الذي استهدف مكتب الامن القومي في دمشق الاربعاء الماضي، في مقر السفارة في اليرزة اليوم الاحد ما بين الحادية عشرة قبل الظهر والرابعة بعد الظهر».