جاءت الإطلالة الأولى لمجلة «جوف الأدب»، التي تصدر عن نادي الجوف الأدبي ويترأس تحريرها محمد هليل الرويلي، مميزة ومثيرة للاهتمام، إذ حفلت المجلة في عددها الأول بعدد ممتاز من المواد الثقافية والأدبية والإعلامية، مؤكدة ثراء التجربة الثقافية في منطقة الجوف خصوصاً وفي المملكة عموماً. وقال رئيس تحرير المجلة محمد هليل الرويلي إن «جوف الأدب مجلة دورية فصلية تصدر عن أدبي الجوف، يشرف عليها رئيس مجلس الإدارة الدكتور محمد بن علي الصالح، وتضم في تحريرها كلاً من محمد الحموان وعارف العضيب وظافر القحطاني وفهد الرويلي وفيصل الحواس». وجاء تبويب المجلة مشتملاً على عدد من المقالات، استهلها مدير التحرير للشؤون الثقافية بصحيفة «الجزيرة» الدكتور إبراهيم التركي، الذي تحدث عن خمس شخصيات من أبناء الجوف الراحلين. ورصد عدد من المثقفين والإعلاميين بالمملكة دور وسائل الإعلام في خدمة الثقافة والأدب، وشارك في هذا الملف الناقد والشاعر أحمد سماحة والصحافي ثامر قمقوم والإعلامي هاني الحجي والإعلامية فدوى الطيار ووسيلة الحلبي. وجاء تحقيق العدد بعنوان «المراكز الثقافية في عصر العولمة» شارك فيه عدد من المثقفين منهم: الدكتور الشاعر يوسف عارف، والكاتب طاهر الزارعي، والأديبة والقاصة شيمة الشمري، ومريم الحسن، ومسعدة اليامي، ومعصومة العبدالرضا، والفنانة التشكيلية تركية الثبيتي. وقدم البروفيسور سلطان العويضة قراءة نفسية لقصيدة «يا هدى قلبي» للوزير الشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجة، كما أفردت المجلة مساحات شاسعة للدراسات النقدية والقراءات الاستقصائية، واشتملت أيضاً على ملف للشعر وآخر للقصة. أما حوار العدد، الذي أبرزته مجلة «جوف الأدب» فكان مع رئيس تحرير صحيفة «الحياة» المساعد الزميل جميل الذيابي، وفي الحوار نفى الذيابي أن تكون العملية الصحافية «تنافسية بين الإعلام التقليدي والجديد»، مؤكداً أنها «عملية تكاملية وليست تفاضلية. لا بد أن يتكامل العمل بين الكلاسيكي والجديد لتصبح عملية مفيدة لما فيه مصلحة الإنسان من ناحية التعبير عن طموحاته وقضاياه وتطلعاته، وبالمقابل تجعل المسؤول ينظر إلى هذه الحقائق برؤية واضحة لا عمياء ولا عوراء، فعندما ينقل الإعلام الجديد شيئاً ما ويوثقه وينشره الإعلام التقليدي ويؤكده، فبالتأكيد سينتج حالة من إعلام حرّ لديه الحقائق وليس نصفها». وقال الذيابي إن الإعلام الجديد «في مرحلة مخاض ولكنه مفيد، وستكون السنوات المقبلة حبلى بالمتغيرات التي تصب في مصلحته، فالإعلام التقليدي لا يزال يراهن على مهنيته وعلى لغته وعلى التقاليد ومواثيق الشرف الموجودة في داخله، وأيضاً على المادة التحريرية والاجتماعية وعلى التحقيقات الاستقصائية وعلى صفحات الرأي، وكذلك المعلن الموجود في السوق على صفحاتها، وهذا ما يجب أن يعمل عليه الإعلام الجديد ويطوره، حتى ينتج إعلاماً أكثر موثوقية وصدقية مهنية لدى المتلقي بجميع شرائح المجتمع». وأشار رئيس تحرير «الحياة» المساعد إلى أن التهرب من المسؤولية الإعلامية، «لدى المعنيين ببعض المواقع الإلكترونية، ككتابة عبارة، الآراء المطروحة لا تعبّر عن رأي إدارة الموقع، وخلاف ذلك، يعتبر محاولة لتجاوز بعض المعايير». وتطرق إلى المحاضرة التي نظمها النادي الأدبي الثقافي بالجوف حول مفهوم وصفات الإعلام الجديد وتأثيراته، مشيراً إلى أن الإعلام الجديد إذا ما قورن بالإعلام التقليدي «أصبحت هناك تفاعلية وقراءة صديقة من الإعلام الجديد، والمواطن أصبح صحافياً، وكل شخص يعبّر عن نفسه وينقل الأفكار ويصور ويسجل وينشر، فلذلك ظهر مسمى المواطن الصحافي أمام الإعلام التقليدي، الذي لا يزال تحت مظلة الرقابة». وأكد الذيابي أن الإعلام الجديد «تجاوز هذه الرقابة وأصبحت لديه مكونات جديدة، وما ندعو إليه هو أن تكون هناك مراعاة للمهنية وللثقة وللجوانب التي تستبعد بث الفتن والأحقاد والضغائن والاتكاء على عدم الصدقية، فهي غير مرغوب فيها، خصوصاً في مجتمعات - دينها وثقافتها وعاداتها تحرم مثل هذه المسارات». وتضمنت افتتاحية العدد كلمة لرئيس مجلس إدارة النادي الدكتور محمد الصالح، أكد فيها اهتمام النادي بالأصوات الشابة «باعتبارها نبض الحاضر الأصيل وعنفوان المستقبل». ودعا الصالح في كلمته الأدباء والمثقفين والمبدعين والمواهب الشابة، في منطقة الجوف وخارجها إلى المشاركة في هذا الإصدار الجديد، أملاً بأن يكون إضافة نوعية للمكتبة السعودية والعربية.