مع قدوم شهر رمضان تتزين شوارع مكة بأحلى الحلل وترفع المآذن هتافها، استعداداً لصلاتي العشاء والتراويح في الحرم المكي وكثير من أحياء مكةالمكرمة. تتجلى معاني رمضان عند بعض أهالي مكة في اجتماع الأهل عند كبير العائلة، إذ يلتم شمل الأسرة في هذا الشهر العظيم بعد انشغال طوال العام، وتقول المحاضرة في جامعة أم القرى سامية فلفلان: «السفرة الرمضانية تلم العائلة والأهل، وهي عادة ألفناها منذ الصغر تجعل الجو مليئاً بالروحانية والانتماء». ويُعتبر توزيع الإفطار أحد الأساسيات التي يقوم عليها رمضان المكي، فتقدم الأطباق للجيران والأقارب، إضافة إلى توزيع التمر والماء وبعض أنواع المعمول في الحرم والمساجد، إضافة إلى الزيارات وصلة الرحم في هذا الشهر. شوارع مكة في رمضان قد لا تخلو من عربات بيع شراب «السوبيا» و«المنتو» و«الكبيبة» وبعض الأكلات الرمضانية المعروفة لدى كثير من أهالي مكة، فيرتادها الكثيرون قبل صلاة المغرب لشراء المشروب المفضل لدى أهل مكة، الذي قلّ أن يخلو منه بيت. وعند المكي كما ترى هنوف الحربي، أساس السفرة الرمضانية لا يتبدل، مثل: «الشوربه والسنبوسه والسوبيا والفول»، وهناك محال وعربات تتميز عن غيرها، فسوبيا الخضري مثلاً يجد إقبالاً كبيراً من السكان، ويشهد ازدحاماً كثيفاً في أوقات ما قبل الفطور والسحور. كما أنك تشهد عدداً من الخيام الرمضانية التي تقوم على حملات إفطار الصائم وإلقاء المحاضرات والتوجيه والإرشاد التي تكون تابعة لجهات معينة، وتعتبر الخيام الرمضانية أيضاً أحد أكبر تجمعات الشباب في هذا الشهر، إذ إنه يضم عدداً من الألعاب مثل الكيرم، وأيضاً وجود بائعي المأكولات الرمضانية، مثل بائع الكبدة الذي يجد إقبالا كبيراً وقت السحور. لصلاة التراويح في مكةالمكرمة معانٍ تبعث الطمأنينة والارتياح، فغالباً ما يذهب أهالي مكة للحرم المكي لأداء صلاتي العشاء والتراويح، هناك يتساوى الغني والفقير والأعجمي والعربي، وقالت أفراح الهذلي: «صلاة التراويح أعذب وأجمل ما يميز ليالي رمضان، يتساوى فيها الفقير والغني، والكل يقف مبتهلاً خاشعاً لله، وفي آخرها يرفعون أيديهم يرجون رحمة المولى العظيم».