في العهد السعودي كان أول من سكن في الحي هو الأمير متعب بن عبدالعزيز، كانت داره بحي جرول في شارع حسان بن ثابت، لكنه أزيل لمصلحة الخط الدائري الثاني، وسكن بالحي الشيخ حمد السليمان بن الحمدان ولا تزال داره موجودة حتى الآن، وهي التي آلت إليه من الشريف محسن بن أحمد بن منصور الكريمى البركاتي، وسكن بالحي كذلك الشيخ يوسف ياسين وكيل وزارة الخارجية في عهد الملك عبدالعزيز، وكان يسكن بالحي كذلك الشيخ بكري قزاز والد التاجر الشهير حسين بكري قزاز. أما الآن، فجرول يضم كل جاليات العالم، ففيه جنسيات مختلفة من بلدان شتى يسكنون في هذا الحي، و حوت منطقة جرول العديد من عوائل مكة العريقة حتى وقت قريب، واليوم أصبحت معظم مبانيها فنادق تؤجر في موسمي الحج ورمضان، نظراً إلى قربها من المنطقة المركزية للحرم المكي، فيما تجري فيها حالياً أعمال توسعة الحرم المكي. ولحي جرول عدد من المسميات مذكورة في عدد من الأبحاث مثل جرول الخضراء، وسميت بذلك لوجود عدد من البساتين من بينها بستان عثمان نوري، ومن القصص المروية أن سكان مكة اشتكوا عثمان نوري باشا على الدولة العثمانية وقالوا في شكواهم: «إن واليكم في الحجاز عمل بستاناً له على مقابر المسلمين»، في إشارة إلى مقبرة الشيخ محمود، وفي الحقيقة أنها وشاية ولكن الشريف عون وعدد من المواطنين آنذاك رفعوا مذكرة ينفون فيها ذلك، وكان بها بستان الشريف عون الرفيق، وكان مزروعاً بجوز الهند والليمون والعنب والجوافة والبرتقال، وكان يُسقى بماء عين زبيدة، وبه من الآبار الكثير، إذ كان حفر البئر سهلاً بسبب وجود المياه، ومن آبارها بئر طوى، بئر دولات، بئر زبيدة، بئر داخل منزل الشيخ عبدالله هباش، بئر الطبيشي، بئر الصبان والسبب في كثرة الآبار لأنها في وادي طوى المشهور بكثرة المياه. وسمي أيضاً ب «ريع المجانين» وسبب التسمية أنه كان يسكنه فخذ «خامس» ويعرف باسم المجنوني، كما أن الصكوك القديمة تثبت أنها ملك بني لحيان، وكان في الحي مقهى المنتزه ومقهى المعلم وكانت تستقطب الكثير من أبناء البادية بل كانت هاتان القهوتان مكان التقاء غرباء البادية ومعلماً بارزاً للباحثين عن ذويهم في هذا الحي، وكان يعمل بها عدد من الجالية اليمنية التي تجيد صناعة الكثير من متطلبات أبناء البادية الغذائية. ولم يكن في مكة قديماً أي شارع معبد سوى شارع واحد يرتبط بطريق جدةمكة القديم ويمر بحي جرول حتى يصل إلى الحرم مروراً بريع الرسام وجبل الكعبة، وكل ضيوف الدولة يمرون من طريق هذا الشارع، وذكره محمد رفعت في كتابه «مرآة الحرمين». والنظر الى حال الحي في الوقت الحاضر، تتعالى نداءات الكثيرين للحفاظ على مبانيه القديمة من الزوال، ويتزامن ذلك مع توسعة خادم الحرمين الشريفين للحرم المكي من الجهة الشمالية ولا تقف إلا عند حي جرول الذي يحمل ذكريات الماضي بين أركانه، إذ كان الكثير من أهالي القرى المجاورة لمكة يجتمعون فيه، وكان يمثل مركز تجمع كبير في ذلك الوقت، إلا أن المحال التي كان يرتادها الكثير منهم انتقلت من مكانها القديم في جرول، فيما آلت المحال الأخرى إلى الزوال.