لا يكاد يمر موسم على السعوديين من دون أن يتعايشوا إنسانياً مع قضايا الشعوب المنكوبة أو المحتاجة والمظلومة لتخفيف آثار الأزمات والكوارث التي تواجهها، إذ اعتادوا على أن تنطلق حملات جمع تبرعات ضخمة بتوجيهات من أعلى رجل في الدولة. مرة أخرى كان ذلك أمس، بعد أن انطلقت في السعودية «الحملة الوطنية لجمع التبرعات لنصرة الأشقاء في سورية»، تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ويتوقع أن تكون الحملة من أضخم الحملات التي دأبت السعودية على إطلاقها لمساعدة الدول التي عانت من الكوارث الطبيعية أو الفقر أو الحروب. وبات دور المملكة في دعم التبرعات الإنسانية «متقدماً جداً»، من دون النظر للعرْق أو الدين أو اللون بحسب مجال التوثيق مع الأممالمتحدة، إذ بلغت مساعدات المملكة في ال30 عاماً الماضية، على مستوى العالم، أكثر من 90 بليون دولار استفادت منها أكثر من 87 دولة في العالم، بحسب إحصاءات رسمية صادرة من جهات رسمية في المملكة. وشاركت وزارة الثقافة والإعلام بقنواتها التلفزيونية ومحطات الإذاعية كافة في التغطية الإعلامية للحملة الإنسانية عبر تلقي اتصالات المتبرعين بعد صلاة العشاء وحتى الساعة الثالثة فجراً، فيما تمت تغطية التبرعات العينية في عدد من المقرات الرسمية في 13 منطقة. وشهدت السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، اهتماماً متزايداً في دعم البلدان المحتاجة، خصوصاً في أفريقيا وآسيا وفي الدول العربية، سواءً عبر القروض أم الهبات، إذ تنطلق السعودية من مبدأ «تقديم التبرعات ليست خسارة بل واجباً من واجبات الإخوة»، إذ لا تكتفي المملكة بما تقدمه من معونات من خلال برنامج الغذاء العالمي، بل بادرت كثيراً من دون طلب من الحكومات المتضررة بالوقوف مع المتضررين في العديد من البلدان، لتكون السباقة في العمل الإغاثي، ومن أول الدول الواصلة لمواقع الكوارث في جميع أنحاء العالم عربياً وإسلامياً ودولياً. من جهته، أثنى المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ على توجيه خادم الحرمين الشريفين بالبدء بالحملة لجميع التبرعات للأشقاء في سورية، وقال: «إن هذا عمل خير إسلامي ينبئ عن أصالة إسلامية في قلب خادم الحرمين، ويؤكد حرصه على أمته وتضميد جراحها ومواساتها والوقوف مع المستضعفين والمظلومين». في حين اعتبرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية، أن توجيه خادم الحرمين الشريفين «امتداد لمواقف المملكة الصادقة والخيرة مع المنكوبين والمضطهدين في العالم الإسلامي وخارجه».