علّق الأسير أكرم الريخاوي إضرابه المفتوح عن الطعام الذي دام 104 أيام، وذلك بعد اتفاق مع مصلحة السجون الإسرائيلية على إطلاقه في كانون الثاني (يناير) المقبل بعد انقضاء ثلثي مدة سجنه البالغة عشر سنوات. وأدخل إنهاء إضراب الريخاوي الفرح إلى قلوب ذويه والناشطين في الدفاع عن قضية الأسرى وأهالي القطاع، خصوصاً مدينة رفح مسقط رأسه. وجاء إنهاء إضرابه بعد ساعات قليلة على زيارة 33 فلسطينياً من قطاع غزة أبناءهم الأسرى في سجن «نفحة» في عمق صحراء النقب، بالتزامن مع اعتصام عشرات آخرين أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة تضامناً مع عدد من الأسرى المضربين عن الطعام. وقال الناطق باسم الصليب الأحمر في غزة أيمن الشهابي ل «الحياة» إن «33 من ذوي 24 أسيراً زاروا أبناءهم المعتقلين في سجن نفحة» أمس. وأضاف أن «الإجراءات الإسرائيلية التي اتبعت في هذه الزيارة هي ذاتها التي اتبعت في الزيارة الأولى» الاثنين الماضي. ورفضت سلطات الاحتلال خلال الزيارتين السماح لأبناء الأسرى من الشباب والأطفال بزيارتهم، وسمحت فقط لكبار السن من الوالدين والزوجات والأخوة والأخوات، كما منعت الأهالي من حمل أي هدايا أو أطعمة للأسرى. في الأثناء، أكد ممثل أسرى سجن «عوفر» الإسرائيلي في الضفة الغربية الأسير شادي شلالده لمدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد بولص أثناء زيارته السجن أن أوضاع السجن لاتزال تشهد حالاً من الاضطراب وعدم الاستقرار بسبب «رزمة من المشاكل التي تفاقم بعضها في شكل ملحوظ بعدما شارك الأسرى في الإضراب العام للحركة الأسيرة» قبل ثلاثة أشهر. وقال: «رغم انتهاء الإضراب، إلا أن إدارة السجن لاتزال تتلكأ أحياناً، وتتبرأ أحياناً أخرى من تنفيذ بعض الوعود، ما حذا بممثلي الأسرى إلى تكثيف لقاءاتهم مع الإدارة في محاولة لوضعها في صورة ما يجري، وما قد يفضي إليه الوضع من خطوات احتجاجية ينوي الأسرى الشروع فيها في حال إمعانها وإصرارها على موقفها». ووجه الأسيران ضرار أبو سيسي المعزول في سجن «عسقلان»، وعوض الصعيدي المعزول في سجن «رامون» نداء إلى الرئيس المصري محمد مرسي وجهاز المخابرات العامة المصرية ل «التدخل لإنهاء عزلهما الفردي بعدما نكثت الحكومة الإسرائيلية التزامها مع الراعي المصري بإنهاء عزل كل الأسرى خلال الاتفاق» الذي وقعته قيادة الإضراب ومصلحة السجون الإسرائيلية برعاية مصرية في 16 أيار (مايو) الماضي. وقال الصعيدي لمحامي وزارة الأسرى رامي العلمي الذي زاره في سجنه، إنه موجود في العزل منذ الخامس من نيسان (أبريل) الماضي «بسبب رده على الاعتداء الوحشي الذي وقع على الأسير عباس السيد عندما كان موجوداً في سجن جلبوع». وأضاف أن «أربعة ضباط اعتدوا عليه بالضرب المبرح بالعصي على كل أنحاء جسمه بعدما ضرب أحد الضباط». وقال أبو سيسي لمحامي وزارة الأسرى كريم عجوة إنه يعاني من «مشاكل صحية عديدة، خصوصاً ضعفاً في النظر، ولا يتم الاستجابة لمطلبه في العلاج». وأضاف أنه «يعاني من آلام شديدة في الظهر والركبة اليسرى ومن أزمة صدرية، وأن ظروف الزنزانة وشدة الحرارة والرطوبة تزيد من سوء وضعه الصحي». إلى ذلك، استقبل الرئيس محمود عباس ظهر أمس في العاصمة القطرية الدوحة لاعب المنتخب الوطني الفلسطيني ونادي خدمات رفح لكرة القدم الأسير المحرر محمود السرسك للاطمئنان على صحته بعدما خاض إضرابا مفتوحاً عن الطعام مدة 96 يوماً. وكان السرسك وصل إلى الدوحة أول من أمس لإجراء فحوص طبية بعد ثلاثة أعوام قضاها في سجون الاحتلال.