الصداقة بين غوان وباو كان غوان زونغ رئيس وزراء شهيراً في ولاية كي في حقبة الربيع والخريف. وأدى حكمه إلى جعل كي أقوى ولاية في ذلك العصر، وكانت مسيطرة على كل الولايات. كان غوان زونغ وباوشويا صديقين مقربين منذ الطفولة. حين انخرطا في التجارة، أخذ غوان زونغ أكثر من حصته من الأرباح، لكن باوشويا لم يلمه لأنه أخذ في الحسبان أن غوان زونغ فقير وعليه الاهتمام بأمه العجوز. فشل غوان زونغ مراراً وتكراراً في مشاريع متعددة، ولم يثبت في مناصب رسمية. عزا باوشويا هذه الإخفاقات إلى الظروف المناسبة وليس إلى غوان زونغ نفسه. بعد ذلك خدم غوان زونغ الأمير جيو، فيما خدم باوشويا الأمير كيسابو. تقاتل هذا الأميران على العرش وربح كيسابو. تم ذبح جيو وأسر غوان زونغ. عرف باوشويا أن غوان زونغ هو رجل صاحب قدرة سياسية كبيرة، لذلك أوصى بغوان زونغ أمام الحاكم الجديد قائلاً له إنه إذا أراد أن يكون زعيماً قوياً فعليه أن يعيّن غوان زونغ رئيساً لوزرائه. قبل الحاكم الاقتراح. بعد ذلك جرى تعيين غوان زونغ في المنصب. ثم جرت ترقيته بحيث أصبح أكثر أهمية من باوشويا. وبعد سبع سنوات فقط أصبحت كي هي الولاية المسيطرة على كل الولايات. قال غوان زونغ: «لقد أنجبني أهلي، لكن باوشويا هو الوحيد الذي يعرفني تماماً». لاحقاً أصبحت عبارة الصداقة بين غوان وباو تستخدم لوصف الصداقة العميقة والمرتكزة على التفاهم المتبادل. غمّس إصبعاً في القدر في العام 605 قبل الميلاد، قدم مبعوثون من ولاية تشو سلحفاة عملاقة إلى حاكم ولاية زنغ. أمر الأخير بطهوها على أن يتشاركها النبلاء، في طريقه إلى الوليمة شعر زي غونغ وهو ضابط كبير في زنغ، أن سبابته ترتجف. قال لصديقه زي جيا: «حين يحصل ذلك معي، يعني أنني سأحظى حتماً بفرصة تذوق شيء لذيذ جداً». سمع حاكم ولاية زنغ هذا الخبر، لكنه لم يسمح لزي غونغ الذي كان غاضباً وجائعاً، فغمس إصبعه في القدر الذي كان يحمل السلحفاة المطهوة، ثم مص إصبعه المبللة بالعصارة، وغادر المكان. شعر حاكم زنغ بغضب عارم بحيث أراد قتل زي غونغ. إلا أنه هو نفسه ذبح على يد زي غونغ في انقلاب لاحق. هكذا، أصبحت عبارة غمس إصبعاً في القدر تشير إلى أخذ حصة من شيء غير مسموح به. المصدر: 100 قصة من المثل الصيني