قال محافظ نينوى إن إدارته اتخذت إجراءات وقائية تحسباً لأية تداعيات تفرزها التطورات السورية في ظل مؤشرات عن ارتفاع أسعار الأسلحة إلى الضعف عند المناطق الحدودية ، فيما كشف قيادي كردي سوري عن تشكيل لجنة لإدارة المناطق التي سيطر عليها الثوار في المدن الكردية السورية. وقال محافظ نينوى أثيل النجيفي ل»الحياة»، «اتخذنا إجراءات وقائية عند الحدود تحسباً لوقوع أية اشتباكات أو حوادث داخل الحدود العراقية»، وأضاف أن «مسلحي الجيش السوري الحر كانوا حريصين على عدم وقوع أية اشتباكات داخل الحدود العراقية»، مشيراً إلى أن «حدود المحافظة بقيت مفتوحة لاستقبال العراقيين العائدين من سورية واتخذنا إجراءات لتسهيل عودتهم، ولكن حركة الشحن أو عبور السوريين وغيرهم متوقفة من الجانب السوري، وليس من جانبنا». وعن موقفه بخصوص اعتذار الحكومة العراقية عن استقبال اللاجئين السوريين، أوضح النجيفي أن «قضية رفض العراق لاستقبال اللاجئين السوريين تتعلق بالسياسة الخارجية، ولا نستطيع أن نقف موقفاً سياسياً يتعارض مع الموقف الرسمي وسوف نلتزم به»، وزاد «ولكن على المستوى الشخصي أرى بأن هذا القرار غير صائب ويتعارض مع حقوق الإنسان والذي يتضمن أن يجد كل فرد ملاذاً آمناً في حال تعرض حياته للخطر». وكشف النجيفي عن أن «الجيش النظامي السوري تمكن من استعادة السيطرة على معبر اليعربية الحدودي (شمال غربي الموصل) وذلك بعد ساعات من استيلاء مسلحي الجيش السوري الحر عليه. وتمتد الحدود العراقية مع سورية لنحو 600 كلم، وتقع نحو نصف هذه المسافة ضمن أطار حدود محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية الواقعة في غرب العراق، وللبلدين معابر حدودية مشتركة. وعن هواجس المحافظة تجاه التطورات في سورية، ذكر النجيفي «نحن نتحسب من وقوع تداعيات سياسية، في ظل وجود نوع من الشد الطائفي الذي بدأ يتصاعد في سورية ، لذلك علينا أن نتخذ إجراءات وقائية كي لا يمتد إلى العراق»، وذكر أن «هناك مؤشرات تفيد بارتفاع كبير في أسعار الأسلحة الخفيفة إلى نحو الضعف بالمقارنة مع الشهرين الماضيين في المناطق القريبة من الحدود، وهذا يعني أن هناك حالات تهريب فردية، لكن لا تتوافر لدينا معلومات دقيقة». من جهة أخرى قال رئيس الحزب «الديمقراطي التقدمي» القيادي في المجلس الوطني الكردي السوري ل»الحياة» إن «الثوار الأكراد تمكنوا من السيطرة على عدد من المدن، ونحن نرى بأن تكون هناك إدارة مشتركة في المدن ذات الطبيعة السكانية المختلطة والتي يعيش فيها العرب والأكراد والسريان، ونرفض تماماً أي توجه إلى حصر تلك الإدارات بالأكراد وحدهم»، مشيراً إلى أن «لجنة عليا من كل الأحزاب والحركات الكردية والمستقلين شكلت، لإدارة شؤون هذه المدن المحررة». وعن مدى صحة الأنباء التي تحدثت عن دخول مقاتلين من كردستان العراق إلى المناطق الكردية السورية، ذكر درويش «نحن نرفض دخول أي قوات من خارج مدننا، نحن والعرب والسريان لدينا الإمكانيات لتحرير هذه المدن وإدارتها بأنفسنا». وفي سياق ذي صلة دحض وكيل وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كوردستان أنور حاج عثمان إرسال مقاتلين لدعم أكراد سورية»، مبيناً أن «اللواء الثامن التابع لقوات البيشمركة يقوم بهمة حماية المنطقة الحدودية بين الإقليم وسورية، والفوج الثاني من اللواء الثامن يتمركز في المنطقة الحدودية لمراقبة الحقول النفطية». إلى ذلك أعلنت دائرة الهجرة والمهجرين في دهوك عن أن عدد اللاجئين السوريين في المحافظة «تجاوز 10 آلاف لاجئ، وما زالت المحافظة تستقبل 50 شخصاً يومياً، في ظل التوقعات باستقبال أعداد أكبر خلال الأيام المقبلة».