ما زالت قوات المعارضة السورية تسيطر على واحد فقط من ثلاثة معابر حدودية رئيسية مع العراق، على الرغم الهجوم التي شنه الجيش السوري النظامي مساء الجمعة لاستعادة هذا المعبر، فيما فشل مقاتلو المعارضة السورية في السيطرة على معبر نصيب الحدودي بين سورية والأردن بعد مواجهات عنيفة مع الجيش السوري النظامي. وقصفت القوات النظامية السورية مساء الجمعة مدينة البوكمال الحدودية غداة سيطرة مقاتلين معارضين عليها، كما اكد ضابط في الجيش السوري الحر ومدنيون. وقال عدنان الأسدي وكيل وزير الداخلية العراقي إن «قوات المعارضة السورية لا تزال تسيطر على معبر البوكمال فقط». وأضاف أن «السلطات السورية أرسلت تعزيزات امس إلى المخافر الحدودية». في المقابل يسيطر الجيش السوري حتى السبت على معبر ربيعة، شمال الحدود، ومعبر الوليد، في الجنوب. وقال محافظ نينوى اثيل النجيفي «لا يزال الجيش النظامي يسيطر على منفذ ربيعة، لكن حسب المعلومات التي تردني فإن الوضع قلق بالنسبة لهم، هذه الأيام، والطريق المؤدي إلى هذا المعبر من داخل سورية هو في يد الجيش السوري الحر». وعن وصول لاجئين سوريين، قال محافظ نينوى إن «الحكومة المركزية تمنع دخول اللاجئين السوريين» مشيراً إلى أن «المعابر لم تشهد تدفقاً للاجئين في هذه الفترة إنما حدث ذلك في وقت سابق والسلطات رفضت استقبالهم». وأضاف النجيفي «هناك لاجئون دخلوا إلى إقليم كردستان ونقلوا إلى معسكر خصص لاستقبالهم». في غضون ذلك، قال مصدر امني اردني فضل عدم الكشف عن اسمه، إن «مقاتلي المعارضة السورية وما يعرف بالجيش الحر حاولوا ظهر (السبت) السيطرة على معبر نصيب الحدودي في الجانب السوري من الحدود مع الأردن لكنهم فشلوا بعد مواجهات مع الجيش السوري». وأضاف أن «أصوات إطلاق النار والاشتباكات في الجانب السوري كانت مسموعة على جانبنا من الحدود». ويربط معبر نصيب الحدودي بين منطقتي درعا السورية والرمثا الأردنية. وكانت الحكومة أكدت الجمعة أن «الأردن يراقب ويتعامل مع أي تطور ميداني في الداخل السوري بحذر»، معتبرة أن «الأمور حتى الآن في حدودها الطبيعية وضمن سياقاتها المألوفة». قال ناشطون في تنسيقيات الثورة السورية المتواجدون بمدينة الرمثا الأردنية المتاخمة للحدود مع سورية، إن «اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش السوري الحر ووحدات من الجيش السوري النظامي السبت للسيطرة على معبر نصيب الحدودي الواصل بين البلدين». وقال هؤلاء ل»الحياة» إن الجيش الحر «حاول السيطرة على المعبر السوري الأردني وخاض معارك ضارية، لكنه لم يتمكن بعد من حسم المعركة». وأضافوا أن «الاشتباكات المسلحة أوقعت قتلى وجرحى بين صفوف الطرفين». وأكد سكان محليون في مدينة المفرق الحدودية ل»الحياة» سماعهم دوي قذائف وأصوات انفجارات متتالية بالقرب من المعبر الحدودي. وسبق أن اندلعت مواجهات بين الجيش الحر وما يعرف بعناصر الهجانة السورية الخميس، للسيطرة على المعبر الرئيسي الذي يربط الأردن بسورية. وسيطر الجيش الحر في وقت سابق على 3 منافذ سورية حدودية مع تركيا والعراق وهي «باب الهوى» و»السلام» مع تركيا و»البوكمال» مع العراق. ونفت إدارة المعابر والحدود الأردنية أمس إغلاق مركزي «جابر» و»الرمثا» الحدوديين مع سورية، مؤكدة في بيان مقتضب «استقبال سوريين فارين من الأحداث الجارية في بلادهم، فيما توقفت حركة المغادرين إلى سورية بشكل كامل». وقال البيان إن الأجهزة الأمنية «رفعت من جاهزيتها وكثفت إجراءات التفتيش الدقيق على المسافرين القادمين عبر المراكز الحدودية الشرعية إضافة إلى الشريط الحدودي الشائك». إلى ذلك، قالت مصادر أمنية تركية إن رجال الإطفاء في جنوب شرقي تركيا اخمدوا السبت حريقاً شب في خط للأنابيب ينقل نحو ربع صادرات العراق النفطية، واتهمت المتمردين الأكراد بالمسؤولية عن التفجير. وشب الحريق في خط الأنابيب مساء الجمعة قرب بلدة ميديات في إقليم ماردين قرب الحدود السورية. وذكر موقع وكالة فرات للأنباء على الإنترنت أن «حزب العمال الكردستاني» يقف وراء الهجوم. وسبق أن عرقل مسلحون في العراق نقل النفط إلى خط أنابيب كركوك-جيهان، اكبر خط أنابيب في البلاد، كما خفضت عيوب فنية تدفق النفط في الخط الذي أنشئ قبل 35 سنة ويتكون من أنبوبين.