شكلت المهرجانات الغنائية التي أقيمت في المغرب والجزائر منذ بداية الصيف مناسبة أطلق خلالها فنانون دعوات لفتح الحدود البرية بين البلدين الجارين المغلقة منذ عام 1994، ومدّ الجسور بين الشعبين. فقد أحيا فنانون مغاربة حفلات مختلفة على أرض الجزائر والعكس بالعكس، حضرها آلاف. ودعت المطربة فلة الجزائرية وهي تؤدي وصلات غنائية في مهرجان «جذور» المغربي أخيراً، إلى فتح الحدود بين البلدين، متوجهة إلى الجمهور الذي غصت به الساحة «نحن شعب واحد ويجب ألا نغني إلا لفتح الحدود ومد جسور التواصل»، فيما كشفت المطربة المغربية نجاة عتابو في مهرجان «تمقاد» الذي أقيم في ولاية باتنة الأثرية شرق العاصمة الجزائر، أن أغنية ستجمعها مع نجمة أغاني «الراي» الجزائرية الزهوانية، تدعو أيضاً إلى فتح الحدود. وقالت عتابو إنها كانت تسعى إلى تجسيد الفكرة مع فنانين منذ سنوات. وعلى النحو ذاته، دعت المغربية الزينة الداودية التي تتمتع بشعبية في الجزائر، خلال إحيائها حفلة تخليداً لخمسينية استقلال الجزائر في وهران، إلى فتح الحدود بين المغرب والجزائر في إاحدى أغانيها. ومن المغرب صرح أحد نجوم أعنية الراي الشاب بلال الذي تلقى أغانيه رواجاً كبيراً في المغرب ولديه جمهور واسع في المملكة: «أنا مع فتح الحدود مع المغرب ومع الفنانين الذين غنوا لذلك وطالبوا به، لأن هذه الحواجز يفرضها الساسة دائماً وليس الشعوب. ولدينا مثال حي على ذلك، ففنان بمقام المطرب المغربي عبد الوهاب الدوكالي كان في الجزائر لتكريمه، فهل ألغت الحدود البرية مجيئه؟ بالعكس الفن والموسيقى والثقافات دائماً ما كانت عاملاً موحداً للشعوب». أما المغني الجزائري محمد لمين، فأكد أن ألبومه الجديد الذي يحمل اسم «ما فييرتيه» أو» فخري» باللغة العربية، يحتوي على أغنية تدعو إلى فتح الحدود، ويشاركه فيها مغني «الراب» الجزائري لطفي دوبل كانو، وعضو فرقة «آش كاين» المغربية المغني صامد غيلام. وتشدّد الأغنية في كلماتها على أن الجزائر وتونس والمغرب بلدان موحّدة في الأساس وأن الحدود الجغرافية لن تقف في وجه الموسيقى والفن.