شّكل تأثير تغيّر المناخ على الثقافات الساحلية للسكان الأصليين في الولاياتالمتحدة، نقطة ارتكاز في منتدى «أوائل المشرفين الإداريين» استضافه المتحف القومي للهنود الأميركيين في مؤسسة سميثسونيان في واشنطن. وأشار بيان صحافي نشرته الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي، إلى أن قبائل المعاهدة الساحلية في ولاية واشنطن، وهي قبائل الهوه وماكاه وكويلت الهندية، «ستستضيف هذا الحدث بالتعاون مع الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي وشركاء آخرين». يذكر أن السكان القاطنين في الجزر والمناطق الساحلية في أنحاء العالم يتعّرضون لأكبر درجة من التهديدات بسبب الانعكاسات المتزايدة لتغير المناخ وارتفاع منسوب مياه البحار. وأظهرت الدراسات أن المجتمعات الأهلية من السكان الأصليين «تواجه تأثيرات اقتصادية وثقافية رئيسة، فضلاً عن مستويات مرتفعة من الأشعة ما فوق البنفسجية المؤثّرة على الناس والحيوانات والنبات». وفي منتدى «أوائل المشرفين الإداريين»، سينضم قادة السكان الأصليين، ومنهم الهنود الأميركيون والسكان الأصليون في ألاسكا وجزر المحيط الهادئ، إلى علماء المناخ وصنّاع السياسات وممثلي المنظمات غير الحكومية، لمناقشة الآليات التي تمكّن السكان الأصليين وحضاراتهم من تعزيز قدراتهم في التكيف مع تغير المناخ. كما يبحث المشاركون في طريقة دمج المعارف التقليدية للسكان الأصليين، ضمن علم تغير المناخ والتعليم، ونظام الحكم في الولاياتالمتحدة. واعتبر مدير مكتب المحميات البحرية القومية في الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي دانيال باستا، أن لدى السكان الأصليين في السواحل «آلاف السنوات من المعرفة الغنية حول تغير المناخ في أماكن وجودهم وأثرها على الإنسان، فضلاً عن معرفة طرق التأقلم مع هذه التغيرات». وأكد أن «تجربتهم باتت مهمة جداً، لأنها تساعدنا في وقت يتطلع العالم لاستكشاف طرق للتكيّف». ويدير مكتب المحميات البحرية القومية نظاماً قومياً لها، وتشارك مجتمعات السكان الأصليين المحليين في إدارة الموارد البحرية. وأكد رئيس قبيلة ماكاه أحد أعضاء اللجنة التنظيمية للمنتدى، ميكا ماكارتي، الحاجة إلى الجميع ل «الانخراط في عمليات التكيف والاستراتيجيات والحلول، والتخفيف من الآثار المتعلقة بتغير المناخ». وقال «لا تستطيع حتى الدببة القطبية والناس في الدائرة القطبية الشمالية الهرب من الدخان الصادر من أنابيب عوادم السيارات والمداخن العالية، التي تترك وراءها هذا الحجم الكبير من الانبعاثات الكربونية». وأعلن رئيس لجنة المسامك الهندية في الشمال الغربي بيلي فرانك الابن، أن السكان الهنود الساحليين كانوا بدأوا التعامل مع تداعيات تغير المناخ». ولفت إلى أن «الأنهر الجليدية التي تغذي أنهارنا وتشكل مصدر حياتنا بدأت تذوب. وباتت الفيضانات تحاصر المحميات بتكرار أكبر، ما يجبر بعض القبائل على نقل مساكنها إلى أراض أكثر ارتفاعاً». ورأى أن هذه القبائل «تمثل الخيار الطبيعي لتولي قيادة البلاد في مجال الرد على تغير المناخ».