واشنطن – «نشرة واشنطن» – جزم 300 عالم من 48 بلداً في تقرير وضعوه الشهر الماضي بعنوان «حال المناخ 2009»، أن حرارة الأرض «سجلت ارتفاعاً على مدى الأعوام ال 50 الماضية، وكان العقد الماضي الأشدّ سخونة في تاريخ البشر». وأشار إلى أن البيانات المجمّعة لها «خصائص تاريخية غير نظرية، ومستقاة من محطات لرصد الأحوال الجوية وأقمار اصطناعية وبالونات هوائية وسفن وعوامات طافية في مياه المحيطات». واستخدم العلماء البيانات لدراسة 37 مؤشراً مختلفاً للتغيير في حرارة الكون مع التركيز على 10 مؤشرات هي الأكثر ارتباطاً بحرارة سطح الأرض. وأظهر التقرير، «أن المؤشرات السبعة التالية أي حرارة الهواء فوق اليابسة وسطح الماء والهواء فوق المحيطات، ومستوى البحر، وحرارة المحيطات، والرطوبة وحرارة التروبوسفير أي طبقة الغلاف الجوي الأقرب إلى السطح الذي يتكون فيه الطقس، هي في ارتفاع». لكن لاحظوا أنه «انخفض في ثلاثة مؤشرات، وهي ثلوج البحار القطبية، والوديان المتجمدة والغطاء الثلجي الربيعي في النصف الشمالي للكرة الأرضية». ولفت إلى أن الجنس البشري ومجتمعاته «تطوّر على مدى آلاف السنين في ظل ظروف مناخية متشابهة، فيما بدأت مجموعة جديدة من الظروف المناخية تتبلور». وأشار المؤلف المشارك في وضع التقرير مدير فرع رصد المناخ في المركز القومي للبيانات المناخية التابع للإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي ديك أرندت، إلى «تسخير آلات لقياس الحرارة من أعلى الغلاف الجوي إلى آلاف الأمتار في عمق المحيطات»، موضحاً أن «الأدلة على سخونة الأرض واسعة الانتشار». وفي المجال العلمي، «لا تشكل هذه البيانات مادة خلافية ولا تثير جدلاً، بل إن هذه الأمور مدفوعة بعامل مشترك يتمثل في حرارة كوكب الأرض الآخذة في الارتفاع». ولاحظ التقرير أن «نسبة تزيد على 90 في المئة من السخونة الحاصلة في الكون خلال السنوات الخمسين الماضية، انحصرت في المحيطات، وبيّنت حالياً دراسات جديدة أن حرارة محيطات العالم ترتفع مع امتصاصها معظم الحرارة في النظام المناخي بسبب الاحتباس الحراري وتراكم غازات الدفيئة». ورُصدت «سخونة الأرض على عمق 6000 قدم (1829 متراً) تحت السطح، لكن معظم السخونة تتراكم في طبقات من المحيطات قريبة من السطح». وأوضح أرندت، أن المحيطات «باتت تظهر أكثر فأكثر بأنها خزانات هائلة للحرارة والطاقة». وقال: «السؤال هو متى تنفذ طاقاتها لاستيعاب هذه الحرارة، وتدور في هذا المجال بحوث كثيرة». وأفاد التقرير بأن المياه «تتمدد وهي في طور التسخين، كما يسبّب ارتفاع حرارة المحيطات ازدياد منسوب البحار في العالم»، معتبراً أن «ذوبان الثلوج على اليابسة هو السبب في ارتفاع مستويات البحار، ولأن المحيطات تبرد وتسخن في شكل أبطأ من الهواء فإنها تحبس الحرارة المتراكمة فترات أطول». ورأى أرندت، أن «في حال سخنت المحيطات فسيكون لذلك أثر في الكائنات الحية المعتمدة على المحيطات». وأوضح أنها «متصلة بالغلاف الجوي، وإذا ارتفعت حرارتها فستسخن الغلاف الجوي وتزيد التبخر بحيث تعود الرطوبة إلى النظام المناخي». ورجح بروز ذلك لدى «هطول كميات أمطار أكثر، لذا ما يدور في المحيطات لا يبقى فيها، لأن الرابط بين عوامل أخرى كثيرة في النظام المناخي هو المياه».