قبل أيام من رمضان، وحتى أول أسبوع منه، يبدأ كثير من السعوديين للتخطيط لجدولة جديدة في حياتهم اليومية تتناسب مع طقوس وشعائر هذا الشهر، الذي يتميز به المسلمون من دون غيرهم، وفي إطار آخر تتغير سلوكيات الكثير منهم، نظراً إلى حرمة الشهر وقدسية الوقت في رمضان، نتيجة لبركة الأعمال الحسنة فيه كما يعتقدون بأفضلية هذا الشهر عن غيره من الشهور. في «تويتر»، بدأ كثير من المغردين الإكثار من كتابة بعض الآيات والأحاديث والإتيان بأقوال تبين حرمة ومكانة الشهر الفضيل عند المسلمين، وتنتشر بعض الصور القديمة للأكلات التي كان إعدادها يقتصر على وقت الإفطار في هذا الشهر، ويتناقل المغردون بعض العادات القديمة والمسلسلات التي كانت تعرض قبل سنوات في رمضان، ويتداولون في ما بينهم أرقام هواتف فاعلي الخير، ليساعدوا الأسر المحتاجة في هذا الشهر. وعلى غرار ذلك، أنشأ مجموعة من المغردين «هاشتاق» سموه ب«نصائح رمضانية»، ليبينوا ما يعتقدون بأنها تصرفات خاطئة تحصل في رمضان من شريحة كبيرة من الشباب والشابات، ويحثوا ويحفزوا الآخرين بطاعات وأعمال تطوعية يرون ضرورة استثمارها في رمضان. ويرى المدون صلاح الحارثي في حديثه إلى «الحياة»، أن مواقع التواصل الاجتماعي شبيهة بتلفزيون الواقع، فتنقل كل ما يحيط بالمجتمع من أحداث ومناسبات وأيضاً هموم، مضيفاً: «بالضرورة سيتغير النمط السلوكي في استخدامات تويتر، وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي (العالم الافتراضي) لتغيره في العالم الواقعي للمستخدم أصلاً». ويؤكد الحارثي أن بعض التصرفات السيئة التي تحدث في مواقع التواصل الاجتماعي من سباب وشتم أو حتى تبادل الصور المعيبة، تقل عند الكثير، بل لا تكاد ترى إلا على من لم تؤثر فيه روحانية الشهر، مضيفاً: «من خلال معايشتي لتويتر في رمضان العام الماضي والذي قبله أرى هذا التغير يحدث، ولكن للأسف سرعان ما يعود الحال كما كان، وكأن التحلي بالأخلاق الإسلامية محصورة في رمضان دون غيره». وزاد: «مواقع التواصل الاجتماعي طور من تنظيم العمل التطوعي في رمضان، خصوصاً وأن كثيراً من الشباب السعودي يقومون بأعمال تطوعية لروحانية الشهر، فتويتر على سبيل المثال ساعد في عملية التنسيق بين الشباب في عملهم التطوعي بل يجلب أعداداً كبيرة للأعمال التطوعية كتفطير الصائم وتوزيع الصدقات».