صمت عدد كبير من المغردين السعوديين على موقع "تويتر" أمس في ما أسموه ب"وقفة احتجاجية" على خلفية قرار الموقع عن اتخاذ إجراءات رقابية تتضمن حجب بعض الرسائل بطلب من حكومات الدول مع إمكانية مشاهدة هذه الرسائل في الدول الأخرى. واحتج ملايين المستخدمين في العالم على الخطوة التي أعلنت عنها "تويتر"، مما دعا الموقع إلى التبرير بأن الهدف من هذه الخطوة هو حماية دول معينة من جماعات محظورة دولياً بدأت في استخدام الموقع للترويج لأفكارها، وتجنيد أشخاص للقيام بأعمال إرهابية من خلال التواصل معهم وإعطائهم التعليمات. إلى ذلك اعتبر متابعون أن قرار "تويتر" الأخير لن يؤثر على حرية التعبير في الموقع بحكم عدم قدرة القائمين عليه على السيطرة على مليارات التغريدات المتتالية. يذكر أن أكثر من مليون شخص يستخدمون تويتر في العالم العربي، كما أنه آخر المواقع الاجتماعية التي أعلن عن تطبيق الرقابة فيها بعد موقعي "فيسبوك" و"يوتيوب" وغيرهما. ------------------------------------------------------------------------ في الوقت الذي هرع فيه ملايين المستخدمين لموقع "فيس بوك" لحذف الملفات الخاصة التي لا يريدون عرضها خوفا من أن تكون متاحة للجميع، توالت ردود الفعل فور إعلان موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" اتخاذه إجراءات رقابية تتضمن حجب بعض الرسائل بطلب من حكومات الدول مع إمكانية مشاهدة هذه الرسائل في الدول الأخرى حيث واجه الموقع سيلا من الانتقادات اللاذعة من المغردين الذين خصصوا أكثر من (هاش تاق) لمعرفة تفاصيل أكثر عن هذا القرار الذي كان قد أشار فيه الموقع إلى أن هناك بعض الجماعات المحظورة دوليا بدأت في استخدام الموقع للترويج لأفكارها وتجنيد أشخاص للقيام بأعمال إرهابية من خلال التواصل معهم وإعطائهم التعليمات. وكانت "تويتر" أشارت في تصريحات إعلامية للشبكات العالمية إلى أن فرنسا وبريطانيا طالبتا بحجب أي رسائل يطلقها النازيون الجدد فيما سيتضمن المنع جهات مدرجة على قائمة الإرهاب مثل القاعدة وحزب الله وحركة المجاهدين الشباب الصومالية، مؤكدة في الوقت نفسه أنها لا تمنع من حرية التعبير التي كفلها الموقع للمغردين في حدود التعبير وليس التحريض، مبينة أن هذه الإجراءات تتفق تماما مع مبادئ تويتر التي تتضمن عدم الإساءة أو التحريض على العنف. في المقابل أطلق المغردون خلال اليوم الأول للقرار العديد من الحملات التي تضمنت استبدال الصور الشخصية في تويتر بصور سوداء تعبيرا عن رفض هذا القرار الذي اعتبره المغردون تعديا على حرية التعبير فيما نفذ عدد من المغردين مقاطعة استمرت يوما كاملا احتجاجا على القرار فيما قلل البعض من تأثير هذه الاحتجاجات على قرار وإمكانية التراجع عنه. وذكر متخصصون في مجال التقنية أن تويتر ستعتمد في تطبيق إجراءاتها على اسم الدولة التي تم إدراجها في معلومات الحساب ورقم (أي بي) الخاص بكل جهاز والمرتبط بالشركات المزودة لخدمة الإنترنت في هذه الدول. المغردون السعوديون كغيرهم من المغردين تباينت آراؤهم حول قرار موقع "تويتر" حيث عبر عدد منهم عن استيائهم من القرار الذي اتخذته الشركة لاسيما لو تم تطبيقه بشكل خاطئ قد يؤدي إلى تقييد حرية التعبير، إلا أن البعض أيد هذا القرار معتبرين أن قرار الحجب سيكون وفق معاملات وأسباب يتم توضيحها للشركة التي في النهاية ستقرر ما إذا كانت ستستحق هذه الرسائل الحجب من عدمه. واعتبر الإعلامي خالد المطرفي أن قرار موقع تويتر لا ينسجم مع مبادئ العالم الجديد الذي كفل حرية التعبير والحوار مع الطرف الآخر، مبينا أن المقاطعة ليست مجدية ولن تؤثر في تطبيق القرار في ظل الانفتاح الفضائي والإعلامي الذي يمكن الفرد من قول ما يشاء وقت ما يشاء، مشيرا أن شركات مواقع التواصل في تنافس محموم لتقديم خدماتها للمستخدمين حول العالم وللمستخدم الحق في اختيار الأفضل، مضيفا أنه لم يقاطع التغريد في "تويتر" إلا أنه استغل فترة المقاطعة في قضاء بعض الأعمال لديه. أما الكاتب الاقتصادي المهندس عصام الزامل فقال "تويتر لديها مكاتب في بعض الدول وهي ملزمة باتباع القوانين في أي دولة يكون لديها مكتب يمثلها"، مشيرا إلى أن انضمامه للمقاطعة التي أعلنت يوم أمس هدفها إيصال رسالة بأن حرية التعبير أمر مقدس لا يجب المساس به مع اليقين بأن القرار يستحيل معه حجب كل التغريدات التي تلتزم بحرية التعبير. أما الفنان فايز المالكي، ويعد الفنان السعودي الأول في "تويتر" من حيث المتابعة بعدد يفوق 250 ألف متابع، فقال ل"الوطن" إن حرية التعبير هدف يسعى إليه الجميع، فتويتر أعطى مساحة جيدة للتعبير والتواصل مع الجمهور لاسيما للفنان الذي يطمح للتواصل مع جمهوره والتفاعل معهم وتلقي انتقاداتهم ورصد انطباعهم عن الأعمال الفنية التي يقدمها، مشيرا إلى أن هذا القرار سيكون محدود التأثير.