وقف شرط المحرم عائقاً أمام الكثير من السعوديات الراغبات في تأجير مساكن لهن بسبب رفض ملاك العقار تأجيرهن إلا بمحرم أو معرّف يكون مرجعاً لهن حتى يضمن المالك حقه. ويؤكد شيخ طائفة العقار في جدة خالد الغامدي ل «الحياة» إنه من الصعب التأجير لامرأة لا يكون معها محرم أو لا تملك هوية أو مرجعاً، ولا يسمح لها إلا بوجود محرمها أو معرف حتى يضمن المالك حقه، لأن معرفة المستأجر والتأكد من بياناته تهم ملاك العقار في حال البيع أو التأجير. وسألت «الحياة» أحد ملاك العقار في جدة سعيد الشيني عن سبب رفض تجار العقار التأجير للمرأة وقال: «صحيح نحن لا نؤجر للنساء لأننا نحتاج أن نسأل عنها، وليس من المعقول أن لا يكون للمرأة ولي أمر يضمن لنا سداد الإيجار حين يحل وقته، إذ إن بعضهن لسن موظفات ولا يجلبن أي مرجع ناهيك عن المشكلات التي قد تصدر منهن، فقد يأتي زوجها ويلومنا على التأجير لها وقد حصل هذا الموقف أكثر من مرة معي». ويضيف: «سبق أن أتت إلينا امرأة من طريق وزارة الشؤون الاجتماعية التي تحملت مسؤولية المرأة ودفع ما عليها من قسط». ويؤكد عبدالله البلوي وهو أحد تجار العقار عدم وجود نظام يمنع المرأة من تأجير منزل، ولا يمنع أي مالك العقار أن يؤجر عقاراً للمرأة، خصوصاً إن كانت لديها بطاقة شخصية وموظفة، مستدركاً بأن هناك بعض الأحوال، يرفض فيها بعض التجار التأجير للمرأة، «حين تغطي وجهها بغطاء كامل ومن دون بطاقة شخصية بنفس الصورة، فيخجل البعض أن يقول لها اكشفي وجهك لذا يفضل البعض أن يكون بعيداً عن المرأة». ويرى البلوي صعوبة أن يقوم أحد ملاك العقارات بتقديم شكوى ضد امرأة حين لا تلتزم بالإيجار، ويضيف: «وفي الأخير من حق أي مالك أن يؤجر ملكه لمن يريد فهذا حقه وملكه، كما أن بعض المستأجرين يظن أن المالك ميسور الحال لأنه يمتلك بناية سكنية، وقد لا يعلم أنه قد بناها بقرض أو دين وتحتاج لصيانة، لذا تجد البعض يماطل». وأبدت غزلان عبدالرحمن حاجتها للحصول على سكن مستأجر مع أطفالها لكن ما سمته ب «تعسف» بعض الملاك وقف عائقاً أمامها، وقالت: «منذ فترة وأنا أبحث عن شقة صغيره تضمني مع أطفالي وإن كانت غرفتين صغيرتين، ولكن حتى اليوم لم أجد من يقبل بتأجير شقة لي، والبعض يتهرب مني حين يعلم أني أنا من سيستأجر والآخر يقول لي أين محرمك، فنحن لا نؤجر لنساء بلا محرم، وقلت لهم أنا يتيمة وليس لي أحد، ولكنهم رفضوا، وها أنا أبحث من جديد، وتعبت ولم أيأس، على رغم أن العوائق لا تنتهي إلى هذا الحد، فحتى الإيجارات في ارتفاع». ووصفت وفاء بن عبود معاناتها حين بحثها عن شقة للإيجار، وقالت: «تعبت كثيراً حتى أجد شقة إيجار بسعر مناسب، إلا أنني اصطدمت برفض المستأجر تأجيري حتى أجلب له بمعرّف محرم وتعريف براتبه، وحين سألت لماذا كل هذه الإجراءات، قال لي يا أختي حتى نضمن حقنا، واحترمت رغبته وأرسلت ابني له، وتم كتابة العقد باسمي، ففي السابق كنت أسكن في شقة إيجار مالكها رفض رفضاً باتاً تسجيل العقد باسمي وإن كان معي محرم بل سجلها باسم ولدي». وقالت أشواق محمد: «يرفض الكثير من ملاك العقار التأجير للنساء، ويصرون على وجود محرم قريب حتى يضمن حقه، وهذا ما يقوله لي غالب من ذهبت إليهم».