تثير تجربة الشاعر والإعلامي محمد الحمادي، بخاصة الجديدة، والتي عنوانها «فستان لرغبة جامحة»، تساؤلات كثيرة، وتلفت الانتباه له من ديوان إلى آخر. فالديوان الجديد الذي وقعه في معرض الرياض للكتاب في دورته الأخيرة، لا يخلو من فلسفة تخص الثياب، تحديداً «الفستان»، لتحريك هذا الرمز وإسقاطه على الكثير من القضايا في المجتمع. وعلى رغم أن الحمادي إعلامي أيضاً، إلا أنه يفضل الشاعر على الإعلامي، إذ شارك كشاعر في عدد من المحافل الدولية والداخلية. يقول الحمادي ل «الحياة»: «أفتخر بتجربتي الشعرية أكثر من الإعلامية، وأجد نفسي شاعراً أكثر من مذيعاً، لأن الشعر ولد معي وتربى معي وسيطر على كل حواسي، وأصدرت أول ديوان حين كنت وقتها طالباً في جامعة الملك سعود، ولا أعتقد بأن هناك منافسة بين الجانبين الإعلامي والشعري، لأن الغلبة للشعر بالتأكيد ولا يمكنني أن أعيش من دون أتنفس الشعر، فهو الروح والحياة بالنسبة إليّ». وحول ديوانه «فستان لرغبة جامحة»، قال:«قصته تكمن بين سطوره، لكنني باختصار لي فلسفة خاصة حول الفستان، حاولت أن أسطرها شعراً، فالفستان هو الحياة. وحاولت تحريك هذا الرمز وإسقاطه على الكثير من القضايا التي أود الحديث عنها. بطل الديوان هو الفستان، فهو الذي يرسم لي العوالم المختلفة والمحلقة بين طيات الحروف»، مشيراً إلى المغزى في قصيدته «إلى الرجل الأخير» إذ يقول: «القصيدة هي على لسان امرأة تنتظر الرجل الوهم، وهي محاولة لتقمص دور امرأة تودع الرجل الأخير في حياتها، وهي في ذات الوقت تعتبر أنها لن تحب من بعده أحداً، نحن نفتقد كثيراً للحب النقي في حياتنا، لذلك جاءت تجربة القصيدة محاولة مني للدخول في قلب امرأة تعيش للحب ومن أجله». وفي ما يتعلق بنصيب المرأة في ما يكتبه كرجل من قصائد، ذكر أن: «الشاعر يجد الجمال في امرأة، والتميز في امرأة أخرى، والذوق في امرأة ثالثة، والحنان في رابعة، وهكذا ... الشاعر يقرأ الوجوه والقلوب ليكتب القصائد، لا يوجد أي شاعر يكتب لامرأة واحدة، هو يكتب لكل النساء ويصنع ألف امرأة في ذاكرته وخياله». وبخصوص لهاث الشعراء للكتابة عن المرأة المتمنعة، أوضح قائلاً: «أعتقد بأن هذه الفكرة هي فكرة مجتمع بأكمله، لكنني لا أؤمن بذلك أبداً، تأكدي تماماً أن الرجل إذا أحب فإنه سيحب بصدق، أما تلك المطاردات فلن تنتهي بالحب إلا ما ندر». والشاعر والإعلامي الذي شارك في العديد من مهرجانات الشعر داخلياً وخارجياً اختار منهما مشاركته في مهرجان الشعر بالمغرب، ومشاركته في مسابقة «أمير الشعراء»، واصفاً هاتين المناسبتين ب«المهمة، التي خفقت فيها قلبي». وعزا اعتذاره عن المشاركة كمقدم في مهرجان صيف أرامكو لعام2012 إلى «الفوضى في التنسيق»، مبيناً: «وردتني اتصالات من أكثر من شخص، وفي كل مرة تختلف صيغة الاتفاق، كما أن ما عرض عليّ من مبلغ يخجلني ذكره ما جعلني أعتذر عن مشاركتهم»،لافتاً إلى مشواره في الإعلام: «كانت البداية في عمل التقارير الميدانية من خلال عدد من البرامج في القناة الأولى السعودية وبعدها عملت مراسلاً لنشرة الأخبار في المنطقة الشرقية، إذ كانت حصيلتي مئات من التقارير التي عرضت في النشرات الرئيسية. ثم شاركت في تقديم عدد من البرامج على شاشة القناة الأولى منها «قهوة الصباح» و«مهن ومهارات»، وكذلك شاركت في الربط من المنطقة الشرقية لبرنامج «صباح السعودية» وما زلت كذلك، إضافة إلى مشاركاتي الواسعة في عمل التقارير الميدانية. أما برنامجي الخاص الأسبوعي فهو برنامج «سينما شبابية» وهو أول برنامج خاص بي فكرة وإعداداً وتقديماً والآن أكملت سنتين في هذا البرنامج، الذي يبث على «الثقافية السعودية»، لكن الإعلامي مع هذا يبحث عن فرصة جديدة برسالة أكبر». وقال الحمادي إن التغيير «مطلب مهم بالنسبة إلى الإعلامي فهو بذلك يستفيد من هذا التنوع وتزداد حصيلة خبراته في هذا المجال. أنا مع التجديد والتنوع والبحث عن الفرصة المناسبة، والأهم من كل ذلك أن يكون لدى الإعلامي رسالة يحملها بداخله لكي يتمكن من تقديمها للناس، وليس فقط حب الظهور، فكم من الإعلاميين ظهروا واختفوا في فترة وجيزة، وهناك من حمل رسالة وما زال عطاؤه مستمراً باحثاً عن الأفضل».