على رغم ارتباطاتهن المستمرة في أعمالهن، إلا أنهن يعتبرن الشعر المتنفس لهن، الذي يحكي معاناتهن، ويجدن فيه راحتهن النفسية، كونه يلامس همومهن اليومية، وحياتهن الخاصةوتؤكد بنات حواء أن الشعر ليس حكراً على الرجال فقط، أو على المنغمسين في الساحة الشعبية، تجد الواحدة منهن تحتفظ بدواوين شعرية مطبوعة ومسموعة في منازلهن، وترسخ في ذاكرتهن أبيات شعرية، سجلت موقفاً من حياتهن الخاصة. كشفت الممثلة والإعلامية الكويتية فاطمة العبدالله أن علاقتها بالشعر بدأت منذ طفولتها، ولا سيما عندما كان يحفّظها والدها أبيات الشعر المختلفة، إضافة إلى أنها تلقي الشعر في مدرستها وبين زميلاتها، واجتماعات عائلتها، مشيرةً إلى أنها تكتب القصائد ومتذوقة وعاشقة للشعر. وقالت في حديثٍ إلى «الحياة»: «لو كنت شاعرة لكتبت عن الحب، كونه لا يوجد أجمل من كلامه، وتغنى شقيقي الفنان حسين العبدالله أغنية من كلماتي»، لافتةً إلى أن الشاعرة إنسانة تحمل مشاعر مثل الرجل إن لم تكن أكثر، وليس عيباً تعبيرها عن المشاعر الإنسانية بشكل راقٍ وعفيف، وهو ما يجعل له أحقية في كتابة القصائد الغزلية. واعتبرت فاطمة، توقف شاعرات عن كتابة الغزل بعد زواجهن ليس قاعدة على جميعهن «إذ إن كثيراً منهن برزن في الشعر الغزلي بعد زواجهن مثل سعاد الصباح، بيد إن نتاجهن الشعري ينخفض بسبب انشغالهن بحياتهن الزوجية، والأبناء والمسؤوليات». وذكرت أنها تقرأ لسعاد الصباح، وإيليا أبو ماضي، وعبدالرحمن رفيع، وبدر بن عبدالمحسن، مشددةً على عدم متابعتها للساحة الشعرية في الفترة الأخيرة بسبب انشغالاتها الفنية، والإعلامية، لكنها أكدت أنها حضرت أمسيات في الجامعات والمعاهد الكويتية، وحفلات هلا فبراير. وتابعت: «أحب قراءة الشعر، لكنني لست حريصة على الدواوين الصوتية، وأفضل سماع القصائد من الشعراء في الأمسيات التي أحضرها فقط»، لافتةً إلى أنها اشترت ديواناً مطبوعاً واحداً للشاعرة سعاد الصباح. وصنفت الممثلة الكويتية الشعراء بأنهم كتلة مشاعر وثراء لغوي يمتع القارئ فقط، بيد أنه «يجب علينا وصف الأشياء بصفاتها ولا نحملها أكبر من حجمها، وعدم تعميم السوء عليها» . وهاجمت العبدالله مسابقات الشعر التي انتشرت أخيراً، ووصفت الشعر فيها بالتسول الراقي «لأنه يحمل متعه للمشاهدين، وهو ما يعني أنه خدمة في مقابل أخرى، وهذا حق مشروع، إذ لم يجبر أحداً المشاهدين على التصويت»، مشيرةً إلى أنها مشابهة للبرامج الأخرى، وذلك الأمر ليس مقتصراً على الإعلام العربي فقط، مؤكدةً أنها لم تتابع «شاعر المليون»، حتى تصوت لأحد المشاركين فيه. وعن أكثر بيت راسخ في ذاكرتها، قالت: «وما نيل المطالب بالتمني»، وتردده دائماً لترفع من معنوياتها، وعزيمتها أثناء مسيرتها الفنية والإعلامية، لافتة إلى أن آخر قصيدة قرأتها في العام الحالي قصيدة لشاعر انكليزي من الريف حملت عنواناً «ترو لوف». وذكرت أنه يوجد أبيات شعرية عدة تلامس وتحاكي واقعها، وتعبر عن مشاعرها، وكأنها من كتبها.