تظاهر أمس عشرات الآلاف من الحوثيين في صنعاء ومدن يمنية أخرى، وسط استنفار أمني وتحليق للطيران الحربي، استجابة لدعوة زعيمهم عبدالملك الحوثي الذي أمرهم بالزحف إلى العاصمة في سياق ما وصفه ب»التصعيد الثوري لإسقاط الحكومة وإجبارها على التراجع عن قرار رفع سعر الوقود وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني». في غضون ذلك، حذر الرئيس عبدربه منصور هادي أمس، خلال لقائه زعماء القبائل المحيطة بصنعاء من تجاوز «الخطوط الحمراء» المتمثلة في الثوابت الوطنية، داعياً إلى تحكيم العقل والمنطق والابتعاد عن الخطاب المتشنج والمغرور، في إشارة إلى زعيم الحوثيين. وتتهم الجماعة المسلحة بأنها تتخذ من قرار رفع أسعار الوقود الذي كانت أقدمت عليه الحكومة ثالث أيام عيد الفطر ذريعة لتثوير الشارع ومقدمة للاصطدام بالسلطات في سياق مخطط لاجتياح صنعاء على غرار ما فعلته في مدينة عمران والانقلاب على العملية الانتقالية. وشملت التظاهرات صنعاء وصعدة وعمران وتعز وإب وذمار وسط انتشار أمني كثيف على مداخل العاصمة وحول السفارات الأجنبية والمباني الحكومية تحسباً لأي أعمال عنف فيما ردد آلاف المتظاهرين الذين جابوا شوارع صنعاء شعارات تدعو إلى إسقاط الحكومة والتراجع عن رفع سعر الوقود. وكان عبدالملك الحوثي اتهم في خطاب بثه تلفزيون تابع للجماعة عشية التظاهرات حكومة الوفاق الوطني بأنها «مجرد أداة بيد قوى نافذة ومتسلطة لا تعبأ بالشعب»، داعياً أنصاره في المحافظات إلى الاحتشاد صوب صنعاء لأهداف ثلاثة حددها في «إسقاط الجرعة (زيادة سعر الوقود) وإسقاط الحكومة الفاشلة، وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي بقيت حبيسة الأدراج وبعيدةً عن الواقع العملي» بحسب قوله. وتوعد بخطوات تصعيدية قال إنها ستكون «مزعجة» من دون أن يحدد طبيعتها، إذا لم تستجب السلطات بحلول يوم الجمعة المطالب التي ترفعها جماعته، كما حذر في نبرة تحد واضحة من أي اعتداء على مسيرات أنصاره وتظاهراتهم وقال: «لن نقف مكتوفي الأيدي تجاه أي جرائم». من جهته التقى الرئيس هادي أمس بزعماء القبائل المحيطة بصنعاء والوجاهات الاجتماعية في مسعى لحثهم على التصدي لأي محاولة لزحف المسلحين الحوثيين إلى صنعاء أو حصارها وخاطبهم بقوله: «أنتم تمثلون الطوق الأمني للعاصمة صنعاء عاصمة دولة الوحدة اليمنية باعتبار أن الوحدة اليمنية تمثل الهدف الأبرز والأسمى لليمن منذ قيام الثورة».