لقي شقيقان حتفهما، بعد عودتهما من جامعة القصيم، التي أكملا فيها إجراءات التسجيل، على أمل أن يلتحقا بالدراسة فيها مطلع العام الدراسي المقبل. إذ توفي فراج ومطر منقل الشتفان ،(في نهاية العقد الثاني)، مساء أول أمس، بعد عودتهما من الجامعة، بالقرب من أم رقيبة، (150 كيلومتراً جنوبحفر الباطن)، حين انحرفت سيارتهما، لتنقلب مرات عدة، ويتوفى الشقيقان في الحال. وشهد الصلاة على المتوفيين أمس، حشد كبير من المواطنين. فيما اكتظت المقبرة بجموع المعزين والمتعاطفين. وزادت الحادثة من حالات الاحتقان بين أهالي حفر الباطن، على وزارة التعليم العالي، التي يتهمونها ب «تجاهل» مطالبهم المتعددة في إيجاد جامعة منذ سنوات، لا سيما أن شروط إنشاء الجامعة كافة «تتوفر في حفر الباطن، من كثافة سكانية، وموقع جغرافي، وبعد عن الجامعات، ووجود بنية تحتية لإنشاء جامعة». وأطلقت مجموعة من الشبان والأهالي، حملة مختلفة عن سابقتها، إذ اختاروا هذه المرة تعداد الشباب الذين دفعوا حياتهم ثمناً لعدم وجود جامعة. وقال عبد الرحمن الرشيد، الذي أطلق حملة «نبي جامعة قبل يقضون عيالنا»: «هل يعلم الوزير الدكتور خالد العنقري، عن إبراهيم المنيع، وفيصل السهلي، ومحمد العساف، وعبدالله القصير، وسعد التركي، وأحمد الشمري، وغيرهم الكثير»، مضيفاً «إن كان لا يعلم؛ فهم شباب وأصدقاء في عمر الزهور، فقدوا حياتهم في سبيل الدراسة الجامعية. وتساءل الرشيد: «إلى متى سنضطر للسفر إلى الرياض، والقصيم، والدمام، كي ندفن موتانا في سبيل نيل شهادة البكالوريوس»، مضيفاً «كنت طالباً أتردد مع أحبتي على الرياض، لنيل الشهادة محملاً بدموع ودعوات الوالدين، وأنا اليوم أبٌ لا أرغب في الهجرة من حفر الباطن في سبيل تعليم ابني في المرحلة الجامعية، ولا أرغب أبداً أن يواجه ولدي المصير الذي واجهه أصدقائي «رحمهم الله».