يسعى خمسة شبان إلى جمع 100 ألف توقيع، من أهالي حفر الباطن، يطالبون من خلالهم بإنشاء جامعة في المحافظة، واتخذ الشبان موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» منطلقين لجمع الأصوات، إضافة إلى مساندة منتديات انترنت، أخرى للمطلب ذاته وبخاصة مع وجود مخطط مدينة جامعية، يبلغ مساحته 10 كيلومترات مربعة. وأطلق الشبان على حملتهم اسم «حلم حفر الباطن»، معتبرين إيجاد جامعة في المحافظة «قضية تهم جميع ساكني الحفر، ومطلب أساسي»، وبخاصة أن «المحافظة تشهد كثافة سكانية، فضلاً عن بعدها الجغرافي عن أقرب جامعة». ويسرد وائل العنزي، أحد مؤسسي حملة «حلم حفر الباطن" في "فيسبوك»، أرقاما تعزز من مطلب وجود جامعة، ومن بينها أن «المحافظة تضم 39 مدرسة ثانوية، ويدرس فيها 7849 طالبا، فيما مدن وليست محافظات، تحوي جامعات، على الرغم من قلة عدد مدارسها وطلابها، مقارنة بمحافظة حفر الباطن، مثل مدينة المجمعة، التي تحوي 24 مدرسة، ويدرس فيها 3506 طلاب، ومدينة شقراء، تحوي 11 مدرسة ثانوية يدرس فيها 906 طلاب، والخرج 28 مدرسة، يدرس فيها 6416 طالبا»، مضيفاً أن «منطقة الحدود الشمالية، يبلغ عدد مدارسها 36 مدرسة ثانوية، ويدرس فيها 8500 طالب»، موضحاً أن «مطلب الجامعة في حفر الباطن ضروري، وبخاصة مع استعراض الأرقام سواء للطلاب أو المدارس». وأشار إلى أن «الجامعات القريبة من المحافظة تبعد نحو 500 كيلومتر، سواء في الرياض أو الدمام، أو 295 كيلومترا في المجمعة»، متسائلاً «كيف ستكون معاناة الطلاب والأهالي، طوال رحلة الطريق». وحفلت المنتديات في الانترنت، ودواوين حفر الباطن بقصص كثيرة عن ضحايا لقوا حتفهم في طريقهم إلى الجامعات أو عند عودتهم منها إلى المحافظة، وذكر سالم المطيري قصة وفاة قريب له مع صديقه عبدالله المطيري، أثناء عودتهما من الجامعة، حيث اصطدمت سيارتهما بجمل سائب، مبينا أن «الحادثة لا تغيب عن الذاكرة»، مضيفاً «كنا نرغب في العودة عبر الطيران، غير أن إقبال الطلاب جعل الحجز غير متوافر، ما جعلنا نقرر العودة بالسيارة، قبل أن يدركنا الليل في الطريق، ونفاجأ بوجود جمال سائبة، تقطع الطريق ليلقى عبدالله حتفه، وأقضي إجازتي في السرير الأبيض جراء كسر في الحوض». ووضعت «الحياة» استطلاعا، تمثل في سؤال واحد، يطلب من المستطلعين الإجابة عنه، ويحدد السؤال أهم ثلاثة مطالب تحتاجها المحافظة، وشملت المستطلعين 200 شخص، من ذكور وإناث، وتراوحت فئاتهم العمرية بين 18 و44 سنة. وجاء مطلب وجود جامعة في المرتبة الأولى، حيث طالب بها 171 شخصا، بنسبة بلغت 85.5 في المئة، فيما شكل ذات المطلب المرتبة الثانية، عند 20 شخصاً، والثالث عند تسعة أشخاص، غير أن الجميع اتفق على كون وجود الجامعة من أهم ثلاثة مطالب، ما يعكس مدى اقتناع الأهالي بوجوب وجود جامعة. وقال عميد كلية المجتمع في حفر الباطن الدكتور حمزة مغربي إن «عدد الطلاب في المحافظة كبير، إضافة إلى المحافظات القريبة منها مثل النعيرية وأم الجماجم والشعبة، التي ترتبط بحفر الباطن، من حيث الامتداد الجغرافي والصلات العائلية، ما يجعلها خياراً أمثل لإقامة جامعة»، مضيفاً أن «خريجي الثانوية في المحافظة سبب كاف، وبخاصة أن طلاباً يجدون صعوبة في إكمال دراستهم الجامعية، لغياب التخصص المطلوب في كلية المجتمع، فإما أن يضطر إلى السفر إلى الدماموالرياض والكويت أو البقاء». وأشار مغربي إلى أن «مخطط المدينة الجامعية يبلغ مساحته عشرة كيلومترات، وهو بمثابة حرم أو مدينة جامعية، تحوي جميع المرافق والكليات والخدمات للطلاب من بنين وبنات، إضافة إلى كادر تعليمي وموظفين، ويتسع لنحو 70 ألف نسمة»، مضيفاً أن «وزارة التعليم العالي وضعت مخططاً رئيساً، يحوي جميع المرافق، إضافة إلى المدينةالرياضية و المدارس وكلية طب ومستشفى جامعي ومهبط للإخلاء الطبي».