دعا مجلس جامعة الدول العربية إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسرعرفات. كما قرر مطالبة كل الدول والأطراف، وفي مقدمتها فرنسا، بتقديم كافة المعلومات التي لديها بشأن ملابسات اغتيال عرفات، داعياً السلطة الوطنية الفلسطينية الى توفير كل المعلومات التي توصلت إليها لجنة التحقيق الفلسطينية في ملابسات وفاة الزعيم الفلسطيني. وكان مجلس الجامعة عقد اجتماعاً طارئاً أمس على مستوى المندوبين، برئاسة الكويت بناء على طلب تونس، وانتهى إلى الدعوة الى «تشكيل لجنة مستقلة ومحايدة على مستوى الأممالمتحدة للتحقيق في اغتيال عرفات تضم شخصيات بارزة ذات كفاءة وبالتعاون مع السلطة الوطنية الفلسطينية والمؤسسات والمنظمات العربية والدولية لمعرفة الحقيقة وعرض نتائجها على الأممالمتحدة». ودان مجلس الجامعة «الجهة التي تقف وراء عملية اغتيال» الزعيم الفلسطيني الراحل، مطالباً الدول العربية ب «المساهمة في توفير الدعم والإمكانات والتسهيلات اللازمة للجنة التحقيق الدولية وتسهيل مهمتها». ورحَّب المجلس ب»استعداد السلطة الفلسطينية للتعاون التام للوصول إلى الحقيقة، بما في ذلك فحص الرفات»، كما رحب بمبادرة الأمين العام للجامعة نبيل العربي بتشكيل لجنة من الأمانة العامة، برئاسة نائبه السفير أحمد بن حلي وعضوية الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي المحتلة السفير محمد صبيح والمستشار القانوني للأمانة العامة رضوان بن خضرا، للعمل على إعداد ملف قانوني يتضمن كافة المعلومات المطلوبة وذلك بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والدول والمنظمات العربية والدولية المعنية تمهيداً لرفع ما يتم التوصل إليه إلى مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في دورته المقبلة. وأكد العربي في كلمته أمام الاجتماع أهمية بحث ملابسات اغتيال رئيس إحدى الدول العربية على رغم مرور 8 سنوات على رحيله، وشدد على ضرورة كشف الحقيقة باعتبارها أمراً يهم الجامعة، مشيراً إلى ما أعلنه مركز التحليل السويسري عن وجود مادة «بولونيوم» المشعة بكمية كبيرة في ملابس الرئيس الراحل. وقال إن ذلك يتطلب تضافر كل الطاقات لكشف الملابسات خصوصاً أن هذه التقنية لا تتوافر إلا لعدد قليل من دول العالم. وأشار العربي إلى أن عرفات تعرض لمحاولات إسرائيلية عديدة لاغتياله، لافتاً الى وجود سياسة إسرائيلية قديمة ما زالت متبعة حتى الآن لاغتيال القيادات الفلسطينية. وعرضت تونس خلال الاجتماع مذكرة تضمنت «أدلة خطيرة» تؤكد ان وفاة عرفات لم تكن طبيعية، مشيرة الى استشهاده بمادة إشعاعية بعد التأكد من وجود عناصر من مادة «بولونيوم» في ملابسه، كما جاء في تقرير الأمانة العامة للجامعة. واستشهد تقرير الجامعة بإفادة قاضي القضاة الشيخ تيسير التميمي، الذي كان قريباً من الرئيس الراحل في مرضه وقام بتغسيله وتكفينه، التي جاء فيها أنه أثناء التغسيل كان الجثمان ينزف دماً من رأسه وجسده رغم مرور 4 ساعات على الوفاة، فضلا عن وجود بقع حمراء وزرقاء في جسده. وجدد صبيح اتهامه لاسرائيل باغتيال عرفات، وقال ان «كل الدلائل تشير إلى تورط إسرائيل بهذه الجريمة».