مفتي فلسطين يجيز نبش الرفات للتحقيق دعا وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام امس الى عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية والى إجراء تحقيق دولي بعد المعلومات التي كشفتها قناة “الجزيرة" حول وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وأعادت فيها إحياء فرضية اغتياله. وقال عبدالسلام “ندعو الى اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول الجامعة العربية كما ندعو الى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات". وأضاف بعد لقاء مع الرئيس التونسي المنصف المرزوقي “اننا مدينون لهذا الرجل العظيم الذي كان له تأثير كبير على مسار المقاومة الوطنية الفلسطينية". وقد أقامت تونس علاقات مميزة مع عرفات خلال الثمانينيات والتسعينيات واحتضنت مقر منظمة التحرير الفلسطينية عندما كان المجتمع الدولي يعتبرها “منظمة إرهابية". وأفادت قناة “الجزيرة" في شريط وثائقي بثته الثلاثاء ان خبراء معهد “رادييشين فيزيكس" في لوزان الذي حلل عينات بيولوجية اخذت من بعض أغراض عرفات، سلمتها أرملته سهى الى المستشفى العسكري في بيرسي جنوب باريس حيث توفي، عثروا على “كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم". وتقدم مندوب تونس لدى الجامعة العربية بطلب إلى نبيل العربي أمين عام الجامعة العربية امس يتضمن الدعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة في أقرب وقت ممكن لبحث لغز قضية وفاة عرفات. وصرح مصدر دبلوماسي بالقاهرة بأن الطلب التونسي يخضع حاليا للتشاور بين الأمانة العامة للجامعة والدول الأعضاء لتحديد موعد للاجتماع الطارئ. وقال أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية في مؤتمر صحفي “الأمانة العامة وصلت لها مذكرة من مندوبة تونس". وأضاف “عممت هذه المذكرة على الدول الأعضاء وننتظر رد الفعل لتناول هذا الموضوع من كافة جوانبه وكيفية تحرك الدول العربية حول هذا الموضوع بالتنسيق والتشاور مع الأخوة الفلسطينيين". ورحب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، امس بدعوة تونس إلى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية يبحث مستجدات ملف وفاة عرفات. وقال المالكي إن السلطة تحث على تحديد موعد قريب لعقد هذا الاجتماع من أجل بحث تشكيل لجنة تحقيق عربية -دولية بملابسات وفاة عرفات، على غرار تلك التي تشكلت للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وشدد المالكي على أنه “لن يتم إغلاق ملف وفاة عرفات نهائيا إلا بظهور كافة تفاصيل الحقيقة، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية ستقدم كافة التسهيلات المطلوبة بهذا الصدد حتى استكمال الملف إلى نهايته". من جانبه، اجاز مفتي عام القدس والاراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين الخميس نبش رفات الرئيس الفلسطيني الراحل بغرض التحقيق في اسباب وفاته. وقال المفتي لوكالة فرانس برس “اذا كان هناك سبب لاستخراج جثة اي شخص او شهيد بغرض الفحص والتحقيق في اسباب الوفاة، فانه لا مانع من ذلك". وذكر المفتي، الذي يشغل رئيس مجلس الافتاء الفلسطيني الاعلى، بانه سبق له وأن أجاز نبش “جثة فلسطيني شهيد" بغرض التحقيق في الأسباب الحقيقية وراء وفاته. الى ذلك اتهم بسام أبو شريف المستشار الخاص للرئيس الراحل وعضو المجلس الوطني، السلطة الفلسطينية بالتهاون والتقاعس بشأن متابعة اغتيال عرفات.وطالب أبو شريف بهيئة مستقلة لا تخضع لمسؤولي السلطة، للتحقيق في اغتيال عرفات والكشف عن من أخفى معلومات أو سهّل عملية الاغتيال، حسب قوله. واستعرض مستشار عرفات الخاص جملة من “الأدلة" التي أشار من خلالها إلى “عدم استجابة السلطة لتحذيراته من مخطط لاغتيال عرفات، وكذلك بعد وفاته وكيف مات مسموما". وقال أبو شريف “لقد أبلغت الرئيس عرفات خطيا حول ما أتوقعه قبل أن يقدم الأعداء على اغتياله"، مضيفا أنه طالب بتشريح الجثمان إلا أن السلطة لم تستجب لذلك، كما قال. وبيّن أنه أبلغ من قبل السلطات الفرنسية أن مسؤولين كبار في السلطة ابلغوا بتفاصيل ظروف وفاة عرفات الذي توفي في مستشفى “بيرسيه" الفرنسي بعد نحو أسبوعين من نقله إليه. واتهم أبو شريف الوفد الفلسطيني المفاوض بالإطلاع على معلومات خطيرة قالها شارون (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق) للوفد تعبر عن إصراره على التخلص من عرفات كشرط لنجاح عملية السلام، مطالبا القضاء بالتحقيق مع أعضاء الوفد لمعرفة أسباب اخفائهم هذه المعلومات. وأكدت الرئاسة الفلسطينية امس أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي ما زال على رأس عمله رئيسا للجنة التحقيق الوطنية في وفاة عرفات. وذكر بيان صادر عن الرئاسة أن لجنة التحقيق ما زالت “تعمل وتتعامل بكل جدية مع المعطيات الجديدة وذلك بناء على تعليمات الرئيس محمود عباس". وتحدثت أوساط فلسطينية عن احتمال صدور قرار من عباس بحل لجنة التحقيق وتشكيل أخرى على ضوء الأدلة الجديدة التي عرضت بشأن ملف عرفات واحتمال أن يكون قتل مسموما. الى ذلك استبعد مسؤول حكومي إسرائيلي امس أن تعترض بلاده على نقل رفات عرفات للخارج لفحصه. وقال ييجال بالمور المتحدث باسم الخارجية: “أرى أنه من المستبعد أن ترفض إسرائيل ذلك". 1