ما يقال عن قلة معرفة الرئيس فرانسوا هولاند بالشأن الافريقي غير صحيح. وفي وسعه المساعدة في تغيير العلاقات الفرنسية - الافريقية. وعندما قابلته، هنأته على الغاء وزارة التعاون. وقد شدد في قمة ريو دي جانيرو على ضرورة ترك الافارقة يسوون مشكلاتهم بأنفسهم. وتبدو أفريقيا كفرصة لفرنسا. لدينا الموارد والمواد الأولية وعملنا كمنصة انطلاق للمؤسسات الفرنسية. في جميع الأحوال، ستظل افريقيا اقرب الى فرنسا منها الى آسيا. في ما يتعلق بالأزمات المقلقة التي تمر افريقيا بها، وتحديداً مالي، ينبغي التدخل. وتعد الأممالمتحدة الآن قراراً يتيح اعطاء الضوء الأخضر لارسال قوة الى شمال مالي. لكن يتعين في البدء تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية في الجنوب في باماكو قبل المباشرة بتحرير الشمال من أيدي الإسلاميين. ويجب اجتثاث الارهاب من الصحراء الكبرى. ومدينة تومبكتو التي هدم الإرهابيون أضرحة الأولياء المسلمين فيها، هي مصدر فخر لكل افريقيا. الارهابيون يدمرون تاريخنا. بهذا المعنى نحن كلنا ماليون! ولا يمكننا التفاوض مع هؤلاء الاسلاميين، خلافاً لما هو الامر مع الاستقلاليين الطوارق. شرط قبولهم بالبقاء ضمن الاطار المالي الموحد. وفي وسع الاتحاد الافريقي التدخل في مالي. وقد ارسل قوات الى الصومال. ويمتلك بلد مثل التشاد خبرة واسعة في القتال في الصحراء. لكن خطر ظهور افغانستان جديدة في قلب الصحراء الكبرى، يقلق حتى الاميركيين والاوروبيين. فمالي تقع على تخوم أوروبا! ويستطيع الغرب ان يساعد في مجالات الامداد والاستخبارات. وسنحتاج الى دعم جوي. على الأرض لا ينبغي ان يوجد غير الافارقة. فعلى افريقيا ان تحل مشكلاتها بنفسها. ومن مصلحة الجزائر المشاركة في هذه المعركة. وقال الي أخيراً وزير الخارجية الجزائري انه لا يريد رؤية قوات اجنبية في شمال مالي. ونحن أيضاً! نريد فقط دعماً لوجستياً. ولا تستطيع غينيا ألا تساهم في ارسال قوات الى مالي. يضاف الى ذلك ان لدينا جنوداً مستعدين للانتشار وتعمل فرنسا على تدريبهم. * رئيس غينيا، عن «ليبيراسيون» الفرنسية 4/7/2012، إعداد حسام عيتاني