ينسدل الموسلين الشفّاف بألوان الخريف المختلفة والمتدرجة في بعض الأحيان، على أجساد عارضات، فيُظهرهن أشبه بفراشات لوّحت الشمس ثيابهن في انتظار هبوب الرياح الخريفية لتلاعب الأصفر والأرجواني والبني، فيتفاعل مع الشك الذهبي البرّاق بطريقة غنية، تعكس فخامة القطعة، أو مع الشك الملون الذي يضيف بريقه نوعاً من الضوء الخافت، يزيد من تحديد الخطوط المهمة من الجسم. قدّم مصمم الأزياء العالمي عبد محفوظ مجموعته الجديدة من الأزياء الراقية لموسم خريف وشتاء 2011-2012 ضمن أسبوع الموضة في روما وحملت عنوان «فنتج عصريّ» Modern Vintage. وفي هذه المجموعة، يعبر عبد محفوظ مع المرأة العصرية في رحلة عابرة للزمن، تتمكن من خلالها أن تتذوق تصاميم تحمل بعداً تاريخياً يشير إلى ارتباط مخيّلته بحقبة مهمة من القرن العشرين. امرأة محفوظ في مجموعته الجديدة مفعمة بالأناقة والأنوثة، هي امرأة تسعى وراء التميز والترف. في مجموعة متميزة تمايلت العارضات العالميات على خشبة المسرح، وكأنهن يرسمن لوحات متحركة بأجساد تلفّها الفساتين الحريرية العابقة بالألوان التي تحاكي أشعة الشمس علّها تبث دفئاً في موسم الأمطار والثلوج. الانسيابية التي طبعت مجموعة محفوظ للموسم المقبل، اختلطت بالقصّات الدقيقة التي تكرّس مكانة كل جزء من جسد المرأة، فاكتسبت العارضات طلّة راقية تنضح بالأنوثة. لا تنتقص مجموعة محفوظ أي جرأة، إذ أنها أتت مفتوحة عند الصدر أو الجانبين. والتصقت الأقمشة على أنواعها بأجساد عارضات محفوظ، فرسمت معالم الأجسام الأنثوية بحرفة راقية. واستخدم محفوظ في هذه المجموعة أقمشة متنوعة من الجيرسيه والدانتيل والموسلين، إضافة إلى الغيبور والزيبرلين، منفذة بنقشات وتعريقات خاصة به، لتنسجم وتكمل فكرة مجموعته. حتى أن بعض قطع الأكسسوار الذهبي بدت جزءاً لا يتجزأ من الفستان. ومحفوظ الذي عوّد الجمهور على قرارات مفاجئة في كل موسم بخاصة في فساتين الأعراس، ردّ عروسه في الموسم المقبل إلى عرشها العاجي، فظهرت أميرة من أميرات ألف ليلة ولية، ببساطة وأناقة لا مثيل لهما.