لا يكاد بريد إلكتروني في الوطن العربي وتحديداً في منطقة الخليج العربي، يسلم من وابل رسائل «الاحتيال الإلكتروني»، التي تَرد عادة من إحدى الدول الأفريقية. فيما تنوّعت وسائل «الاحتيال»، بين البريد الإلكتروني، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك الاتصالات التي يتلقاها المستهدفون على أجهزة الموبايل. ويتساقط ضحايا هذه الرسائل تباعاً، على رغم إدراك بعض المستهدفين بمثل هذه الطرق، التي يلجأ إليها هؤلاء المحتالون، وأبرزها صيغة الرسائل المكتوبة بلغة عربية «ركيكة جداً». ويبدو أنها مترجمة عن طريق مواقع الترجمة الإلكترونية، إضافة إلى الأرقام التي تَرد على الموبايلات. فيما أصبحت «الجوائز» و»وسائل الترغيب» التي تستهدف الضحايا «مكشوفة»، مثل الفوز بسيارة، أو فيلا، إلا أن ذلك لم يمنع هذه العصابات من التفكير في استحداث أساليب جديدة في النصب والاحتيال، ربما تصيب أحد الضحايا، عادة ما ترتبط بالأحداث السياسية الحالية التي يشهدها العالم العربي تحديداً. فيما يرجح ارتباط هذه العصابات بشبكات دولية، تستهدف ضحايا من الدول الخليجية تحديداً. وبدأت عمليات الاحتيال بصورتها الحالية، خصوصاً السعوديين ومواطني دول الخليج، مع بداية «ثورة الإنترنت» في المنطقة. وتفاوتت أنواع الاحتيال بحسب المنطقة المستهدفة، إلا أن أشهر هذه الطرق «اليانصيب»، إذ يتم إخبار الشخص بأنه «ربح مبلغاً مادياً كبيراً»، أو «كسبت سيارة «جاكوار»، ونريد منك فقط إرسال 100 دولار إلى هذا العنوان البنكي الخاص بشركة التخليص الجمركي». واتخذ النصب الإلكتروني، خلال الأشهر الماضية، منحنى آخر، إذ تلقى عدد من السعوديين، رسائل عن طريق البريد الإلكتروني، تنوّعت أسماء مرسليها، بين سوزان مبارك، زوجة الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك، وعائشة القذافي، ابنة الزعيم الليبي المخلوع. وتتفق هذه الرسائل في مضمون واحد، وهي أنهن يملكن مبالغ مالية تفوق مليوني دولار، لكنهن وقعن في قضايا أمنية، بسبب الأحداث السياسية في بلدانهن، «وأريدك أن ترسل لي فقط مبلغ ألف دولار، لأقوم بدفعها كتكاليف للمحامي، لأكسب القضية، وسأقوم برد هذا المبلغ لك عندما أخرج من السجن، ومعه مكافأة 50 ألف دولار، لما فعلته معي» بحسب ما ورد في إحدى هذه الرسائل، التي اطلعت عليها «الحياة».