انتخبت نكوسازانا دلاميني زوما من جنوب افريفيا رئيسة لمفوضية الاتحاد الافريقي، لتصبح بذلك اول امرأة تتولى هذا المنصب الذي شهد تنافساً أسفر عن مأزق استمر ستة اشهر قبل اختيارها. وتغلبت دلاميني زوما على رئيس المفوضية المنتهية ولايته جان بينغ في انتخابات تطلبت اربع دورات تصويت. وصرح رئيس بنين والرئيس الحالي للاتحاد الافريقي توماس بوني ياي ان «زوما ستتولى رئاسة هذه المؤسسة». ودلاميني زوما (63 سنة)، ديبلوماسية محنكة في الصراع ضد التمييز العنصري، درست الطب، وتولت منصب وزيرة للصحة كما تولت حقيبتي الداخلية والخارجية في جنوب افريقيا. ووضع فوزها بالمنصب حداً للمأزق المستمر منذ ستة اشهر. وكان زوجها السابق رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما اول المهنئين بعد صدور النتائج. وقال زوما ان فوزها يكتسب «أهمية كبرى لافريقيا وللقارة ولقوة ووحدة النساء». وفي جوهانسبورغ، رحبت صحف جنوب افريقيا بانتخاب دلاميني زوما، مشددة على فوزها كامرأة وكممثلة للكتلة الجنوبية. وبما ان الخبر اعلن ليلاً، لم تتمكن الصحف من تحليله مكتفية بنشره في عناوينها الرئيسية. ورأت صحيقة «بيزنس داي» الاقتصادية في انتخابها «انتصاراً لمجموعة افريقيا الجنوبية للتنمية» التي أنشئت في 1980 وتضم 15 بلداً. ويأتي فوز دلاميني زوما بعد ترشحها قبل ستة اشهر ضد بينغ وأنهى المأزق الناجم عن فشل كل منهما في الفوز بغالبية الثلثين الضرورية للفوز، مما ادى الى بقاء بينغ في منصبه. ووصفها رئيس اوغندا يويري موسيفيني بأنها «مناضلة من اجل الحرية وليست ديبلوماسية او بيروقراطية». وقال نور الدين ميزمي الناطق باسم بينغ ان الرئيس السابق للمفوضية يقر بهزيمته. وصرح ميزمي بأن بينغ «تقبل النتائج ويتمنى النجاح لدلاميني زوما». وأضاف ان بينغ «أعرب عن استعداده للتعاون معها للعمل معاً من اجل وحدة القارة». وتابع ان ايراستوس مويشنا من كينيا اعيد انتخابه نائباً لرئيسة المفوضية الافريقية. وتبادل افراد وفد جنوب افريقيا التهنئة قبل ان يخرجوا تباعاً من قاعة الاجتماعات. وقال احد اعضاء الوفد قبل خروجه مبتسماً «انه خبر سار لجنوب افريقيا فنحن (اي جنوب افريقيا) لم نشغل المنصب ابداً». ويقول المسؤولون ان الانتخابات استغرقت اربع جولات قبل ان تفوز دلاميني زوما ب37 صوتاً اي اكثر بثلاثة اصوات من الاكثرية المطلوبة لتؤكد فوزها على بينغ. مسألة قيادة الاتحاد وشرح جاكي سيلييرز من معهد الدراسات الامنية في جنوب افريقيا كيف نجحت دلاميني زوما في التقدم منذ الجولة الثانية للتصويت. وقال انها «تقدمت من الجولة الاولى وبعد ذلك زادت الحماسة، فقادة الدول ارادوا التوصل الى قرار». وأضاف ان فوز دلاميني زوما «كشف من هو المسؤول» في الاتحاد الافريقي بعد ستة اشهر من الخلاف حول مسألة القيادة. ويقول بعض المحللين ان جنوب افريقيا انتهكت تقليداً غير مكتوب يقضي بالا تترشح البلدان الكبرى في القارة للمنصب بل تتركه للدول الاصغر. الا ان دلاميني زوما قللت المخاوف قبل التصويت من امكانية ان يؤدي الى انقسام في الاتحاد الافريقي. وصرح سيلييرز بأن «الفائز سيعمل مع الجميع بغض النظر عمن صوتوا له»، مؤكداً انه متفائل بأن الانقسامات الناجمة عن التصويت ستزول. وقال ان دلاميني زوما ستكون «مسؤولة تشمل الجميع ولن تقصي احداً فهي كانت وزيرة ناجحة للخارجية وحققت نجاحاً اكبر كوزيرة للداخلية».