تعرضت بلدة التريمسة في محافظة حماة لحملة قصف عنيف من قبل قوات النظام، في حين سقط ما لا يقل عن 51 قتيلاً في أعمال عنف في مناطق مختلفة في سورية بينهم عشرات القتلى والجرحى في التريمسة، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان معظمهم في إدلب وريف حماة وحمص ودرعا. في موازاة ذلك، قال ناشطون إن قوات النظام السوري قصفت أمس للمرة الأولى بقذائف الهاون منطقة البساتين في حي كفر سوسة قرب الطريق السريع جنوبدمشق، مما سبب موجة نزوح من المنطقة. وأظهر فيديو التقطه ناشطون دخاناً كثيفاً يتصاعد من وسط الأشجار والمباني. ولم ترد على الفور تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى. وقال ناشطون في كفر سوسة إن قوات النظام تطلق قذائف الهاون على حقول عند مشارف المدينة لإجبار مقاتلي الجيش الحر المختبئين هناك على الخروج، في ما يبدو. فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحين موالين للنظام السوري وعناصر من الأمن أطلقوا الرصاص على سيارات كانت تسير على طريق جسر الشغور-اللاذقية قرب قرية خان الجوز بمحافظة اللاذقية، مضيفاً أن «معلومات وردت عن استشهاد 23 مواطناً». وحول القصف على قرى حماة، قال المرصد إن «بلدة التريمسة تعرضت للقصف من القوات النظامية السورية التي حاولت السيطرة على المنطقة، مستخدمة الدبابات والطائرات الحوامة». وأشار في وقت لاحق إلى أن القوات النظامية اقتحمت البلدة، مؤكداً سقوط سبعة قتلى خلال العمليات العسكرية في البلدة وعشرات الجرحى. وذكرت الهيئة العامة للثورة في بيان أن طبيباً قتل في التريمسة خلال «محاولته إسعاف الجرحى»، وقد أصيب «بطلق ناري في الرأس». وقال الناشط أبو غازي من المكتب الإعلامي للثورة في محافظة حماة لفرانس برس إن «مدرسة البلدة دمرت تماماً في القصف»، مشيراً إلى انتشار كثيف لقوات النظام في محيط البلدة». وأضاف: «التريمسة حالياً محاصرة تماماً». كما تعرضت بلدتا كرناز واللطامنة في حماة للقصف من القوات النظامية السورية، بحسب المرصد السوري. في ريف دمشق، قتل مواطن اثر إصابته بإطلاق رصاص مصدره القوات النظامية في مدينة داريا، وآخر في بلدة الزبداني في القصف. وذكر بيان للمرصد أن القوات النظامية اقتحمت ظهر أمس حي اللوان في دمشق «وشنت حملة مداهمات واعتقالات عشوائية ... ونصبت حواجز عدة مدعومة بمدرعات داخل الحي». وذكر أن قذائف هاون عدة سقطت على بساتين حي كفرسوسة في العاصمة. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن منطقتي البساتين وحارة السبيل في حي القدم في دمشق تعرضتا للقصف أيضاً. في مدينة حمص (وسط)، يستمر مسلسل القصف على أحياء محاصرة ويترافق مع اشتباكات عنيفة، لا سيما في محيط حي بابا عمرو الذي سقط في أيدي القوات النظامية في مطلع آذار (مارس). وقال المرصد إن مقاتلين معارضين قتلا خلال اشتباكات في محيط حي بابا عمرو، ومواطنان جراء القصف على حي الخالدية، ومواطن برصاص قناص في حي كرم الشامي. كما قتل مواطنان في قصف على مدينة القصير في محافظة حمص، وامرأتان جراء القصف على قرية غرناطة في ريف حمص. ويستمر القصف على مدينة الرستن وتستخدم فيه الطائرات الحوامة، بحسب المرصد. وتحدثت الهيئة العامة للثورة عن «تهدم وتضرر واحتراق العديد من المنازل وتصاعد أعمدة الدخان في سماء المنطقة، وسط تدهور وتردي كبير للحالة الطبية والإغاثية والمعيشية في المدينة نتيجة القصف والحصار المفروض عليها». في محافظة درعا (جنوب)، تعرضت بلدتا الحراك وبصرى الشام لقصف من القوات النظامية بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس، بحسب المرصد. في محافظة حلب (شمال)، تعرضت مدينة تل رفعت وقرية ماير للقصف بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس من «القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على مدن وبلدات وقرى في ريف حلب الشمالي والغربي». وأفاد المرصد عن استهداف مقاتلين معارضين مركزاً أمنياً في حي الميدان في مدينة حلب. في محافظة اللاذقية (غرب)، جاء في بيان للمرصد أن «مسلحين موالين للنظام وعناصر الأمن أطلقوا الرصاص على سيارات مدنية كانت تسير على طريق جسر الشغور قرب قرية خان الجوز»، ما تسبب بمقتل سبعة أشخاص على الأقل. في مدينة دير الزور (شرق)، سجلت اشتباكات وقصف ما تسبب بمقتل شخص في حي العمال. كما أفاد المرصد عن مقتل جندي منشق في اشتباكات مع القوات النظامية في ريف حماة، وما لا يقل عن أحد عشر عنصراً من القوات النظامية في هجوم نفذه مقاتلون معارضون على حواجز للقوات النظامية في حماة وريف دمشق واللاذقية. يأتي ذلك فيما وجه القضاء السوري تهمة التحريض على «العصيان» إلى القيادي المعارض ورجل الأعمال محمد بسام الملك الذي اعتقلته قوات الأمن أول من أمس بحسب ما أفاد المحامي أنور البني. وقال البني رئيس المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية للوكالة: «استجوب قاضي التحقيق عضو غرفة تجارة دمشق وعضو المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي في سورية محمد بسام الملك (65 سنة) وقرر توقيفه بتهمة التحريض على العصيان». وأوضح البني أن الموضوع يتعلق بالإضراب الذي قام به تجار دمشق احتجاجاً على مجزرة الحولة في نهاية أيار (مايو) التي قتل فيها 108 أشخاص بينهم 49 طفلاً. وأوضح البني أن دورية من الأمن قامت باعتقال الملك واستجوبه الأمن قبل أن يحيله إلى القضاء. ويملك محمد بسام الملك محلات تجارية كبيرة تعنى خصوصاً ببيع الأدوات الكهربائية في دمشق وحصصاً في مجمعات تجارية، ويعتبر من كبار رجال الأعمال في العاصمة السورية. كما انه كان في عداد وفد هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديموقراطي التي زارت موسكو وبكين في الفترة الأخيرة لعرض موقفها من الأزمة السورية. ودان البني اعتقال الملك معتبراً «أن اعتقال العقل يطلق الغرائز ومحاربة الاعتدال تطلق التطرف». وقال إن «ممارسة السلطة بهذا الشكل تؤدي إلى إطلاق الغرائز وتشجع على التطرف». وتعتبر هيئة التنسيق الوطني للتغيير من أبرز مكونات المعارضة السورية في الداخل. وهي ترفض أي تدخل خارجي في الأزمة السورية. ويؤكد ناشطون معارضون ومنظمات للدفاع عن حقوق الإنسان وجود آلاف المعتقلين في السجون السورية على خلفية الأحداث التي تشهدها سورية.