يبدو أن الغلبة في الفترة المقبلة في مصر ستكون ل «التوك توك» (الدراجة ذات العجلات الثلاث لنقل الركاب)، وذلك بعدما أعطاه الرئيس المصري الجديد محمد مرسي شرف الاعتراف والتبجيل من خلال إشارته إلى وسيلة النقل هذه في خطابه الشعبوي في ميدان التحرير. ويوم أمس نصب صندوق الأممالمتحدة للسكان في القاهرة ال «توك توك» بطلاً مغواراً مقلصاً لنسب وفيات الأمهات في صعيد مصر. جاء هذا التنصيب والتكريم في إطار إحياء اليوم العالمي للسكان أمس في العاصمة المصرية. القاهرة التي أعلنت في مناسبة اليوم العالمي للسكان أن عدد سكان المحروسة قفز إلى 81.4 مليون نسمة في نهاية عام 2011، احتضنت الاحتفال بهذه المناسبة رغم أنف المشهد السياسي الملتبس. فالتباس السياسة لا ينبغي أن يفسد للأمهات المصريات الحوامل قضية! قضية صحة الأمهات في مصر حققت تقدماً ملحوظاً خلال العقدين الماضيين بشهادة الخبراء، لكن ما زالت هناك مشكلات ضخمة ينبغي مواجهتها وحلها. وقد أعلن المكتب القطري لصندوق الأممالمتحدة للسكان أن 58 في المئة فقط من الولادات في المنيا تمت تحت إشراف طبي، وأن 48 في المئة فقط من السيدات الحوامل تلقين رعاية طبية أثناء فترة الحمل. ونظراً إلى وجود فروق شاسعة بين محافظات مصر في ما يختص برعاية الحوامل، فإن التركيز هذا العام في مناسبة اليوم العالمي للسكان سيكون على إيلاء محافظات معينة رعاية خاصة في هذا الشأن. وبما أن ال «توك توك» صار شعار المرحلة بضلوعه في الغالبية العظمى من القرى والنجوع، وحتى في الأحياء الشعبية والعشوائية في المدن الكبرى، فقد تفتقت أذهان القائمين على أمر صحة الأمهات في مصر عن الاستعانة به لنقل القابلات لمساعدة الأمهات الحوامل، لا سيما في المناطق التي يتعذر فيها الوصول الى الرعاية الطبية المناسبة بسبب وعورة الطرق أو ضيقها. وقد بدا هذا واضحاً من خلال الفيلم الوثائقي «ممرضة التوليد تستخدم التوك توك لخفض معدلات وفيات الأمهات في صعيد مصر». وصنف صندوق الأممالمتحدة للسكان القابلات ضمن الفئات التي تجعل التقدم في مجال تقديم الرعاية الصحية للسيدات الحوامل ممكناً، خصوصاً في المناطق الفقيرة أو المعزولة. المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان الدكتور باباتوندي أوسوتيميهين أشار في هذه المناسبة إلى الضرورة القصوى للحفاظ على صحة النساء والفتيات، والاستفادة من الإمكانات الكاملة للمرأة في تنمية بلدانها، مع تمكنيها من التخطيط لحياتها وعائلتها. يشار إلى أن نحو 222 مليون امرأة على مستوى العالم يرغبن في تأخير الحمل أو تجنبه، لكنهن غير قادرات على الحصول على وسائل منع الحمل الحديثة. كما أنه يمكن المساعدة في منع 79 ألف حالة وفاة تحدث على مستوى العالم لأمهات أثناء الحمل أو الولادة، إضافة إلى نحو 1.1 مليون من وفيات الرضع. الأغرب أن كل ذلك يمكن تحقيقه من خلال «توك توك»!