كشفت اللجنة العليا المكلفة بالتحقيق في «حادثة بلجرشي» أمس، إدانة الدوريتين الأمنية والأخرى التابعة ل «هيئة الأمر بالمعروف» ومسؤوليتهما عن وفاة مواطن وإصابة أسرته في حادثة انقلاب أثناء مطاردة فجر السبت الماضي، إثر تصرف «الدوريتين» الفردي وعدم تقيدهما بالأوامر التي تقضي بمنع المطاردة ما لم يكن الأمر يستدعي ذلك. وأعلنت «اللجنة العليا»، مؤاخذة الشركة المنفذة لكوبري الحميد (شركة الحربي) لافتقار الموقع لأدنى وسائل السلامة المرورية، وعدم وجود مصدات خرسانية، ما أسهم في وقوع هذه الحادثة المأسوية. وقال بيان صادر عن شرطة منطقة الباحة أمس: «إنه في تمام الساعة الثانية والثلث من صباح يوم السبت الموافق 17/ 8/ 1433ه وقعت على الطريق العام المؤدي من الجنوب إلى بلجرشي على كبري الحميد حادثة مرورية عبارة عن خروج وانقلاب سيارة ألتيما نيسان 2007 قيادة أحد المواطنين في العقد الثالث من العمر ترافقه زوجته في العقد الثالث من العمر وابنه البالغ خمس سنوات وابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات نتجت من الحادثة وفاة قائد المركبة وإصابة مرافقيه بإصابات مختلفة». وأشار البيان إلى أن شهود العيان أفادوا بأن الحادثة حصلت أثناء مطاردة قائد المركبة من جانب دورية «هيئة الأمر بالمعروف» ودورية أمنية من منتزه الشكران وفي ضوء ذلك جاءت توجيهات أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود بتشكيل فريق عمل للتحقيق في ملابسات الحادثة من جميع جوانبها ووضع الأمور في نصابها بكل حزم وشفافية، وعلى الفور تم تشكيل فريق عمل كان تحت متابعة وإشراف مدير الشرطة اللواء محمد بن حمد الهطلاني. وأكدت الشرطة في بيانها أن التحقيقات أثبتت مسؤولية وإدانة الدورية الأمنية ودورية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بوقوع تلك الحادثة إثر تصرفهم تصرفاً فردياً وعدم تقيدهم بالأوامر والتعليمات التي تقضي بمنع المطاردة ما لم يكن الأمر يستدعي ذلك وفق آلية معينة بأخذ التوجيه الصريح من قبل المرجع. ولفت البيان إلى مؤاخذة الشركة المنفذة لكوبري الحميد (شركة الحربي) لافتقار الموقع لأدنى وسائل السلامة المرورية وعدم وجود مصدات خرسانية مما أسهم في وقوع هذه الحادثة المأسوية. وقال البيان: «نسأل الله عز وجل أن يتغمد المتوفى بواسع مغفرته ويسكنه فسيح جناته، ومؤاخذته بعدم التوقف ومعرفة ما لدى أفراد الدورية وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مما حدا بهم لمطاردته مع أن الأمر لا يرتقي سواء للهرب أو المطاردة». ونبهت الشرطة في بيانها إلى أن ما أشير إليه من مؤاخذة الشركة المنفذة لكوبري الحميد لعدم اتباعها لوسائل السلامة، وكذلك مؤاخذة المتوفى لعدم وقوفه للدوريتين، لا يعني عدم مسؤولية كل من الدوريتين «الأمنية» و«هيئة الأمر بالمعروف» في هذه الحادثة، أو التخفيف عنهما بوقوع هذه الحادثة التي جرى فيها التحقيق بكل شفافية.