كشف الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمام مجلس الوزراء في جلسته مساء أول من أمس أن الحكومة تدرس بجدية إرسال لواء من ألوية الجيش اللبناني المنتشرة في جنوب الليطاني الى جانب «يونيفيل» لتطبيق القرار الدولي 1701، أو من منطقة أخرى، لتعزيز انتشار الجيش في منطقة عكار شمال لبنان لضبط الحدود اللبنانية – السورية وإعادة الهدوء إليها من خلال وضع حد للخروق العسكرية السورية ومنع تسلل مجموعات من هذه المنطقة الى داخل الأراضي السورية. ونقل وزراء عن سليمان قوله إن إرسال لواء من الجيش من منطقة جنوب الليطاني نوقش مع قيادة «يونيفيل» وإن هذا المسألة ما زالت تبحث مع قائد الجيش العماد جان قهوجي لوضع خطة تعزز انتشار الجيش في المنطقة الحدودية المحازية لسورية في الشمال. وعلمت «الحياة» أن معظم الوزراء في الجلسة فوجئوا بما أعلمهم به رئيس الجمهورية الذي كان بحث في تعزيز الجيش في عكار مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقيادة الجيش. وبحسب المعلومات، فإن بعض الوزراء أبدوا تخوفاً من إحداث فراغ في الداخل في حال تقرر إرسال لواء من الألوية المنتشرة خارج منطقة العمليات في جنوب الليطاني، فيما سأل آخرون عن موقف قيادة «يونيفيل» إذا ما سحب لواء من الجيش من الجنوب. كما سأل الوزراء عن موقف الجيش في منطقة انتشاره في عكار في حال تعرضت بعض البلدان لقصف من داخل الأراضي السورية. ورد سليمان بأن الجيش سيمنع كل أشكال الخروق للحدود الدولية أو تلك المتداخلة بما في ذلك التصدي لأي محاولة للتسلل من الأراضي اللبنانية الى الداخل السوري. ومع أن وزراء شددوا على ضرورة أن يكون قرار تعزيز انتشار الجيش في عكار واضحاً، خصوصاً مع المعلومات عن وضع أمني غير طبيعي في الشمال، فإن وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي سأل عن موقف الجيش في حال سقطت قذيفة مصدرها الأراضي السورية على بلدة في عكار، فهل يرد وإذا لم يرد ماذا سيقول الأهالي الذين طالبوا به لحمايتهم؟ وكان موقف سليمان واضحاً بأنه سيرد على مصدر إطلاق النيران كما سيمنع التدخل من جهة لبنان سواء بتهريب السلاح أم بتسهيل انتقال المتسللين «وهذا ما اتفقنا عليه في طاولة الحوار». لكن عزم الحكومة على تعزيز انتشار الجيش في عكار فتح الباب مجدداً أمام السؤال عن مدى صحة ما يقال في بعض وسائل الإعلام المحلية والغربية عن وجود خمسة معسكرات للمعارضة السورية في شمال لبنان، لا سيمال أن الوزراء جبران باسيل وعلي قانصو ومحمد فنيش وفيصل كرامي أعادوا طرح هذه المسألة بذريعة أن هذه الوسائل تتناقلها من حين لآخر. وكان لرئيس الجمهورية رد قاطع جدد فيه التأكيد أن لا وجود لمعسكرات للمعارضة السورية في الشمال وأنه استفسر عن هذا الأمر من قبل قادة الأجهزة الأمنية الذي أجمعوا على أن هذه المعلومات غير صحيحة. وطلب سليمان ممن لديه معلومات مخالفة من الوزراء أو مناقضة «لما نقوله هنا في مجلس الوزراء أن يتوجه بها الى العماد قهوجي ليسمع منه أنها كاذبة وعارية من الصحة»، مشيراً الى احتمال وجود أفراد في هذه المنطقة من دون أن يكون لهم أي تواجد لوجيستي في منطقة معينة. وأضاف: «أنا دقيق في كل ما أقوله في هذا الخصوص والعماد قهوجي أبلغني أخيراً أن الجيش لم يذهب الى مكان ووجد فيه قاعدة عسكرية أو معسكراً للمعارضة السورية». وكان رئيس المجلس النيابي نبيه بري سأل في احتفال أقيم مساء أمس في قصر الأونيسكو لمناسبة تقديم جائزة الياس الهراوي له: «هل سمعتم والأوطان من حولنا تتخبط وتهين وتكاد تتفتت؟ هل انتبهتم الى أننا لا يمكننا ضمان رسوخ الوحدة الوطنية بقبول الأمن بالتراضي بل بقيام الجيش بواجباته لصون حدود السيادة فيما إسرائيل ما زالت تنتهك سيادة لبنان وتحتل أجزاء عزيزة من أرضنا وتسرق من ثرواتنا الطبيعية وتعتدي على حق الفلسطينيين في الحياة؟». ووصف ميقاتي في كلمته بري ب «رجل الدولة والميثاق الحاضر لإطفاء كل حريق، ويقيم حلولاً ومخارج يستمدها من نضج خبرته ويبقى عند كل منعطف قريباً للجميع»، مشيداً برئيس الجمهورية «رجل الميثاق والحكمة وعماد الوطن الذي يحيا الميثاق والوطن به». وقال رئيس «جبهة النضال الوطني» وليد جنبلاط في كلمة ألقاها بالنيابة عنه الوزير العريضي: «قدنا معاً معركة التغيير في لبنان حتى وصلنا الى تغيير ديموقراطي تجسد في الطائف». معلناً «نريد حكمة وأصحاب خبرة وبهذا الكلام نراهن على بري وسليمان للخروج من المحنة التي تأسرنا ولا مناص لنا إلا الدولة».