طالب الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح بضرورة التصدي لقيام الحكومة الإسرائيلية ببيع أراضي اللاجئين الفلسطينيين، محذراً من أن هذا الإجراء من شأنه تضييع قضية اللاجئين الفلسطينيين التي تعد إحدى القضايا الجوهرية عندهم. وشدد في كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر المشرفين على اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة الذي عقد امس في مقر الجامعة العربية في القاهرة، على ضرورة رفع الأمر للأمم المتحدة «التي لديها وثائق تبطل هذا الأمر»، لافتاً إلى أن إسرائيل تبيع هذه الأراضي لليهود فقط «وهو ما يعتبر عنصرية». كما شدد صبيح على ضرورة توحيد الصفين الفلسطيني والعربي من أجل التصدي لحكومة نتانياهو التي لا تريد سلاماً وتسير في طريق الاستيطان غير عابئة بأحد. وحض الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية على أن تقرن مواقفها الرافضة للاستيطان بمواقف عملية لمواجهة حكومة تستهدف السلام. من جانبه، أكد رئيس وفد مصر في الاجتماع المستشار شريف إسماعيل أن «مصر قامت بأكبر عملية إغاثة في تاريخ قطاع غزة سخرت لها كل إمكاناتها، وقدمت جزءاً كبيراً من المساعدات التي وصلت القطاع، ولولا هذه العملية لكان الوضع في القطاع أسوأ كثيراً». ولفت إلى أن مصر تقوم بجهود مكثفة لإنهاء الانقسام الفلسطيني «وتحقق تقدماً في شأن عدد من القضايا العالقة، وتجسير الهوة بين الطرفين». وجدد دعوة المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على إسرائيل لوقف الاستيطان وتهويد القدس وحصار غزة. وتحدث رئيس وفد سورية إلى المؤتمر علي مصطفى فأكد ضرورة استمرار «وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (أونروا) في تأدية مهامها وتحمل مسؤولياتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين واستمرارها في تقديم خدماتها وبرامجها لكل اللاجئين الفلسطينيين من دون أي قيد أو شرط وحتى عودتهم إلى ديارهم. وأشار إلى ضرورة استمرار «اونروا» في تحسين أوضاع المخيمات الفلسطينية من خلال تنفيذ مشاريع الصرف الصحي وبناء المدارس والعيادات الصحية والمراكز الاجتماعية والمعلوماتية وإعادة بناء المنازل الآيلة للسقوط وترميم غيرها، وذلك لتأمين حياة كريمة للاجئين الفلسطينيين. وشدد على رفض أية شروط لتقديم الخدمات للاجئين مهما كانت هذه الخدمات، سواء كانت في برامج الوكالة في التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية والإغاثة، أو في تنفيذ مشاريع البنى التحتية وإعادة بناء المنازل في المخيمات «كأن يطلب من اللاجئ الفلسطيني عند تقديم أي خدمة له تعهد يتضمن بأنه غير إرهابي ولا ينتمي لأي منظمة إرهابية هو أو أحد أقربائه، إذ أن المقصود هنا بالمنظمات الإرهابية هي فصائل المقاومة الفلسطينية، وليس الأعمال الإرهابية المتعارف عليها». من جانبه، أكد رئيس الوفد الأردني إلى الاجتماع المهندس وجيه عزايزه موقف الأردن الثابت والداعم لوكالة «أونروا» في أداء عملها باعتبارها حافظة مهمة لحقوق اللاجئين الفلسطينيين في أروقة الأممالمتحدة خصوصاً والمجتمع الدولي عموماً. ورفض أية تقليصات في خدماتها، مطالباً بزيادة دعم المانحين للوكالة للاستمرار في القيام بمهامها. وحذر من أن استمرار إسرائيل في نشاطاتها الاستيطانية يشكل عقبة كبيرة أمام السلام، وتحدياً سافراً لما تم التوصل إليه من اتفاقات.