قتل ستة جنود باكستانيين وشرطي لدى فتح مسلحين النار على مخيم أقاموه على ضفاف نهر شيناب قرب بلدة وزير آباد بإقليم البنجاب (شرق)، للبحث عن جثة طيار فقد بعد تحطم مروحيته في 23 أيار (مايو) الماضي. ولاذ المسلحون بالفرار من مكان الحادث بعد إطلاق النار، فيما قال مسؤولون أمنيون انهم فتحوا تحقيقاً في الهجوم «لأن جماعات إجرامية تنشط في المنطقة اضافة إلى متشددين، ما يشكل تطوراً خطراً، علماً أننا لا نستبعد أي شيء». وهذه الهجمات أكثر شيوعاً في مناطق القبائل شمال غربي باكستان التي تضم جماعات متشددة بينها حركة «طالبان»، لكنها نادرة في البنجاب، على رغم أن جماعات متطرفة تتخذ من الجزء الجنوبي للإقليم مقراً لها من دون أن تهاجم قوات الأمن. وفي حادث منفصل، جرح مسلحون 5 أشخاص فوق جسر على نهر شيناب ذاته، وذلك بعد ساعات على عبور آلاف من مؤيدي لجنة الدفاع عن باكستان، وهي تحالف لأحزاب دينية محافظة، الجسر في مسيرة احتجاج ضد إعادة فتح إسلام آباد أراضيها أمام مواكب تموين قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان. ويندد المتمردون على غرار بعض الأحزاب الدينية المحافظة بالتحالف الاستراتيجي القائم بين إسلام آباد وواشنطن في إطار «الحرب على الإرهاب». وهما أبرما الأسبوع الماضي اتفاقاً سمح باستئناف مرور قوافل تموين الحلف الأطلسي عبر باكستان، والذي توقف اثر مقتل 24 جندياً باكستانياً في غارة شنتها مروحيات أميركية على منطقة صلالة المحاذية للحدود مع أفغانستان في تشرين الثاني (نوفمبر). إلى ذلك، صرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد لقائها نظيرتها الباكستانية حنا رباني خار على هامش مؤتمر طوكيو للدول المانحة لأفغانستان بأن «العلاقات بين بلادها وباكستان لا تزال تمثل تحدياً للبلدين»، على رغم إعادة فتح باكستان طرقها لإمدادات «الناتو» في أفغانستان. وأضافت: «تشعر واشنطن وإسلام آباد بارتياح لوضعهما الصعوبات الأخيرة خلف ظهريهما، لكن علاقاتهما تشهد صعوبات، ما يخلق تحديات، في حين أنها كانت ضرورية ولا تزال. ولا أرى ما يدعو للاعتقاد بأنها لن تستمر في طرح أسئلة صعبة لكلينا، على رغم أنها تخدم مصلحتينا في نهاية المطاف». وأشارت كلينتون إلى أن القضية الأساسية التي ناقشتها مع خار تمثلت في «ضرورة دحر شبكات الإرهاب التي تهدد استقرار باكستانوأفغانستان، اضافة إلى مصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها. وكشف مسؤول أميركي بارز أن كلينتون حضت خار خلال اجتماعهما الذي استمر ساعة، على الضغط على «شبكة حقاني» المتحالفة مع تنظيم «القاعدة»، معترفاً بأنه ليس واضحاً إذا كانت باكستان ستكثف جهودها في مجال مكافحة الإرهاب. وتابع: «إغلاق طرق الإمداد عرقل إجراء مناقشات مع باكستان، أما إعادة فتحها فتشكل فرصة لاستئناف العمل معها. ومكافحة الإرهاب أحد هذه المجالات، وسنرى». وتثير غارات الطائرات الأميركية بلا طيار داخل أراضي باكستان استياء مواطنيها التي شكت مرات من أن الولاياتالمتحدة تتغافل عن مساهمتها في مكافحة المتشددين الذين اعتقلت عشرات منهم بمساعدة أميركية، وعن الخطر الذي يواجهه الباكستانيون أنفسهم. وبعد محادثاتهما الثنائية، التقت كلينتون وخار نظيرهما الأفغاني زلماي رسول. وأصدر الوزراء الثلاثة بياناً أكدوا فيه رغبتهم في تحقيق مصالحة بين متشددي «طالبان» والحكومة الأفغانية. وتسعى الولاياتالمتحدة إلى دفع باكستان لإقناع «شبكة حقاني» بالمشاركة في محادثات السلام، لكنها تخشى ممارسة مزيد من الضغط على باكستان، ما يمكن أن يزيد توتر العلاقات. بن لادن وكان لافتاً امس إعلان الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الباكستانية الجنرال ضياء الدين أن الرئيس السابق لمكتب الوكالة العميد إيجاز شاه، حمى بمعرفة الرئيس السابق برويز مشرف، زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن في مخبئه ببلدة أبوت آباد ، وزار أستراليا العام 2005 حيث التقى أعضاء حكومتها على عشاء. وقال ضياء الدين: «اعتبر إيجاز شاه الشخص الأهم والأقوى في نظام مشرف، واعتقد بأنه أخفى بن لادن في أبوت آباد بمعرفة كاملة من مشرف، واعطى أوامر لتشييد مجمع أبوت آباد بحسب مواصفات أعطاها زعيم «القاعدة». لكن شاه نفى هذه المزاعم، وأشار الى أنه تقاعد في 2008.