أغضب اتهام رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كامرون، الاستخبارات الباكستانية بالتورط في توجيه المقاتلين الأفغان القيادةَ العسكرية الباكستانية. ورأت هذه أن الخارجية الباكستانية توافق كامرون الرأي. وألغى الفريق أحمد شجاع باشا، مدير الاستخبارات الباكستانية العام، زيارته المقررة إلى لندن، بينما استدعى وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قرشي، السفير البريطاني في إسلام أباد، وناقش معه المسألة. وأهمل الرئيس زرداري نصائح حلفائه، ودعوات وسائل الإعلام الى إلغاء زيارته لندن. ومع إذاعة التقارير عن رفض رئيس الوزراء البريطاني التراجع عن تصريحاته، أعلن وزير الإعلام الباكستاني، قمر الزمان كايرا، أن زيارة الرئيس زرداري صارت ضرورية لتبديد سوء التفاهم مع البريطانيين. وفي أثناء زيارته الهند، أشاد رئيس الوزراء البريطاني بتعاظم نمو الاقتصاد الهندي واصفاً الهند بالعملاق الاقتصادي ترغب بلاده في التعامل معها. ورأى أن العقبة الوحيدة التي تحول دون التعاون مع الهند هي تبعية الاقتصاد الهندي للدولة والقطاع العام، وثقل القيود على الاستثمارات الأجنبية. وأبرز ما أعلنه كامرون في الهند هو ابرام عقد قيمته بليون دولار لبيع طائرات تدريب بريطانية من طراز «هوك» للهند. ويسر الهند اطراء قوة أوروبية مثل بريطانيا، حليف الولاياتالمتحدة في حربها على ما يسمى بالإرهاب، عليها. وأيدت الحكومة الهندية مساعي الولاياتالمتحدة في اجتثاث الجماعات الدينية المسلحة من هذا الجزء من العالم، وطالبت بأن تبدأ الجهود هذه من باكستان. فباكستان، على زعم الهند، هي مركز الإرهاب الفعلي. وعلى خلاف الهند، تسهم الدولة الباكستانية في الحرب على الإرهاب. ولكن ديفيد كامرون لم يتراجع عن تصريحاته، على رغم الانتقادات البريطانية لها والغضب الشعبي في باكستان. ويبدو أن واشنطن راضية عن تصريحات رئيس الوزراء البريطاني. وما قالته هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الاميركية، يفوق تصريحات كامرون خطورة. فهي صرحت أن أسامة بن لادن لاجئ بأفغانستان. ولم يطالب الأدميرال مايك مولن، وهو زار باكستان بعد زيارة كلينتون، باكستان بالقضاء على شبكة حقاني التي تقاتل قوات «الناتو» في أفغانستان فحسب، بل دعاها الى مكافحة أنشطة «لشكر طيبة» (عسكر طيبة) المتزايدة في أفغانستان. وأبلغ مولن مضيفيه من كبار قادة الجيش الباكستاني أن عليهم ضمان سلامة القوات الأميركية في أفغانستان، وأخذ المخاوف الهندية في الحسبان. ويتوقع أن تمضي خطة الجنرال بترايوس لمهاجمة قندهار قدماً. وقد تجتاز قوات ال «ناتو» خط ديوراند الفاصل بين باكستانوأفغانستان لاحكام قبضتها على مناطق شرق أفغانستان قبل تموز (يوليو) 2011، تاريخ بدء تسليم ال «ناتو» الجيش الافغاني مهمات حفظ الامن، على ما قال روبرت غيتس، وزير الدفاع الاميركي. * كاتب وصحافي، عن «بالس» الباكستانية، 6/8/2010، اعداد جمال اسماعيل