شن الرئيس السابق للحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة هجوماً غير مسبوق على الحكومة واتهمها «بالتواطؤ والتسهيل لعمل فرق الاغتيال والتصفية». وقال: «لن نسكت على استباحة لبنان، ولن نقبل أن نتحول إلى شهود زور على اغتيال قيادات قوى 14 آذار واغتيال الوطن. وهذا الكلام موجه لجميع المسؤولين ولكل الوسطيين وغير الوسطيين، والذين هم على اليمين واليسار ولكل المعنيين، إن الاستمرار بحجب حركة الاتصالات بمكوناتها كافة عن الأجهزة الأمنية قرار بقتل وتصفية كل المعارضين لسلاح حزب السلاح وللحكومة»، لافتاً إلى أن «الذين حاولوا اغتيال النائب بطرس حرب لم ينزلوا من القمر ولم يتبخروا إلى السماء. ذهبوا إلى بيوتهم ونريد أن نعرف أين هم ومن هم ومن يحميهم ومن أرسلهم ومن دفعهم ومن سلحهم ومن أمرهم؟. وقالت النائب بهية الحريري: «لن نكون سخفاء وندعو لإسقاط الحكومة. بل نعلن خوفنا على كل من في الحكومة من الحكومة». وكانت الحريري اقامت مساء أمس في دارة الرئيس رفيق الحريري في مجدليون لمناسبة مرور عام على «حكومة العزل السياسي وانعدام الثقة الوطنية»، لقاءً وطنياً تحت شعار «لبنان للجميع وفوق الجميع. والشعب يريد إنقاذ الوحدة الوطنية». واكد السنيورة في كلمته ان «صيدا لم تكن يوماً مدينة معزولة ومنغلقة، وهي حريصة أن تظل لكل الاتجاهات والتوجهات، قلنا سابقاً إننا نريد أن تستمر صيدا مدينة للقاء والتلاقي والتواصل وأن يكون لكل الناس حق التعبير عن رأيهم، لكن علينا أن نتفق إننا كما رفضنا أن يَفْرِض أحد علينا رأيه. نقول رأينا وندافع عنه كما ندافع عن حق الآخرين بأن يقولوا رأيهم». السلاح غير الشرعي وأكد السنيورة أن «المشكلة التي تعصف بنا اليوم في لبنان والتي أصبحت تستولد المشاكل من كل حدب وصوب هي مشكلة السلاح غير الشرعي الذي يفرخ أسلحة وتنظيمات مسلحة من حوله وبسببه. هذا السلاح يحاول السيطرة على لبنان وقراره وسياسته ومستقبله»، لافتاً إلى أن «السلاح الخارج عن الشرعية بات يسقط حكومات ويشكل حكومات، ويسكت الإعلام». وأضاف: «أن الحياة السياسية والوطنية والإنمائية والمعيشية في لبنان لن تنتظم إلا بحل مشكلة السلاح الخارج عن إرادة السلطة الشرعية، وذلك يكون بإعادته إلى كنف الدولة وتحت إمرتها».وسأل: هل من المعقول أن تعود محاولات الاغتيال وكما في السابق ضد فريق معين من اللبنانيين بينما الحكومة ما زالت تحت تأثير التجاذبات والخلافات بين أعضائها ولا تريد أن تحزم أمرها وبالتالي ما زالت على موقفها المريب والمرفوض بعدم تسليم حركة الاتصالات بمكوناتها وأجزائها كاملة وغير منقوصة إلى الأجهزة الأمنية؟». وزاد: «كادوا أن ينجحوا باغتيال سمير جعجع، وبطرس حرب، والحكومة ويا للأسف لم تقرر وتضع حركة الاتصالات بتصرف الأجهزة الأمنية مع علمها الكامل أن هذه هي الوسيلة الوحيدة والممكنة لكشف الجناه، أليس في الأمر غرابة؟ لا بل وأكاد أقول تواطؤ». وسأل: ماذا ينتظر الرئيس (نجيب) ميقاتي حتى يقرر إلى أين تذهب حركة الاتصالات؟ هل ينتظر حتى تتم تصفية كل القيادات السيادية والمطالبة بالحرية والديموقراطية المعارضة للحكومة، ألا ترون معي أن الحكومة بموقفها هذا تشارك في التغطية على المجرمين والقتلة؟ واصفاً الحكومة «بحكومة الظلام ضد النور، حكومة الإفلاس بسبب الفوضى المالية، حكومة تراجع الخدمات العامة، حكومة تراجع الاتصالات، حكومة اللااستقرار والتوتر الأمني وتهديد للسلم الأهلي، حكومة اللارؤية واللامبادرة في وجه المتغيرات والصدمات الداخلية والخارجية، هي حكومة العجز والقصور والتقصير، حكومة المازوت الأحمر المسروق، حكومة بواخر العمولات وهدم الآثار والتراث، حكومة لا تختلف إلا على السمسرات ولا تتفق إلا على المغانم والصفقات». وأضاف: «قلنا سابقاً أن هذه الحكومة لا تؤتمن على إدارة الشأن العام وسجلها حافل بالإخفاقات. كما أنها لا يمكن أن تشرف على الانتخابات النيابية، لا يمكن أن نقبل باستمرار هذه الحكومة العاجزة المسهلة المتغاضية عن القتلة والمتواطئة مع من يرتكب جرائم القتل والاغتيال. لكننا ما زلنا نرى أن الطريق مفتوحة نحو حكومة إنقاذ قبل فوات الأوان». وتوجه السنيورة «باسم المشاركين بالتعازي الحارة لعائلات الشهداء الذين سقطوا فجر اليوم (أمس) في قرى وادي خالد جراء القصف والاعتداءات التي نفذها جيش النظام السوري الظالم ضد القرى والبيوت اللبنانية الآمنة». الحريري: إرادة الخير وقالت الحريري: «على رغم كل الصعاب وأهوال القتل والدمار والتشتت والانقسام انطلق رفيق الحريري في مسيرته نحو كل لبنان واللبنانيين يحمل حلمه بوطنٍ يسوده الحب والوئام لاستعادة الدولة الواحدة والقادرة الحاضنة لجميع أبنائها وأن يستعيد لبنان دوره وحضوره بين أشقائه وأصدقائه». مذكرة بما عانه لبنان طوال المراحل السابقة ولا يزال». وأضافت: «قام اللبنانيون بمسؤولياتهم، فحررت الأرض، وأعيد بناء ما تهدم، واستعادت الحياة السياسية دورتها، وعاد إلى لبنان أشقاؤه وأصدقاؤه. ليكون لهم وطناً ثانياً ينعم بالأمن والاستقرار. إلا أن يد الغدر والحقد على لبنان واللبنانيين لم تترك الشعب اللبناني أن ينعم في جمع إنجازاته في دولة واحدة فكان أن قُهرت إرادة اللبنانيين، وأرادت قوى الشر أن تعود للاستيطان في لبنان مرة أخرى فامتدت يد الغدر لتغتال رجل الوحدة الوطنية، رجل الإنماء والإعمار والأخوة الصادقة مع كل اللبنانيين والأحلام العظيمة والصبر على الافتراء والابتزاز والتعطيل، وكلها كان يُرد عليها بالتسامح الكبير لدى الرئيس الشهيد لأنه كان مؤمناً بأن ما في حدا أكبر من بلدو». وزادت: «لن نكذب ولن نكابر، لما نشاهده عبر شاشات التلفزة من قتلٍ ودمار ومجازر في كل مكان ومشاهد الشعوب العربية التواقة إلى الحرية ورفع نير الاستبداد مهما كانت التضحيات، وهذا ما يجعل مسؤوليتنا تتضاعف كي نحافظ على لبنان وأهله ووحدته وإنجازات أبنائه في البناء والتحرير والسيادة والاستقلال». وتابعت: «لن نسمح لعزلٍ من هنا أو إقصاءٍ من هناك. أن يجعلنا نقدم أي مصلحة على مصلحة لبنان، وسنبقى على عهد رفيق الحريري بالعمل من أجل لبنان والذي أكدناه عشية ذلك اليوم المشؤوم في 14 شباط 2005. بأننا لن نسمح لأي قوة ولأي جريمة حتى الاغتيال بأن تسلب شباب لبنان حقهم في الحياة وبناء المستقبل، فدعَوْنا كل اللبنانيين بألا يخافوا ومددنا يدنا لهم ولم ولن ينتابنا ندمٌ على سياسة اليد الممدودة ولم الشمل، وإننا نعتز بإصرار الرئيس سعد الحريري على الوحدة الوطنية وصبره وتحمله كل ما تحمل وهو أقل ما يقدمه من وفاء لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتضحياته العظام وبذله وعطائه حتى آخر قطرة من دمائه، ونشكر الله أن ألهمنا الصبر والحكمة وحسن التصرف لمنع أعداء لبنان من تحقيق غايتهم بإحداث فتنة بين اللبنانيين كلنا عرفناها وخبرناها ونعرف ما هي نتائجها وأثمانها وأنه ليس هناك رابحٌ في اقتتال الأخوة والوطن الواحد». وقالت: «إن خوفنا على كل من في الحكومة لأنهم أهلنا ويمثلون شريحة من أبناء وطننا، ونريدهم شركاء أعزاء أقوياء ينتصر لبنان بهم ولا ينتصرون عليه. وخوفنا على الوطن والدولة والوحدة الوطنية والعيش المشترك وعلى المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وخوفنا على جيشنا الوطني وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة وعلى اقتصادنا وخوفنا على أهلنا في لبنان». وناشدت الجميع بأن «يتقوا الله في وطنهم وأهلهم، وإننا وإياكم وعموم أهالي صيدا والجوار سنبقى ساعين دائماً للم الشمل وليحكم من يحكم وليترشح من يترشح وليطمح من يطمح المهم أن يبقى لبنان». وأكدت أن «صيدا ستكمل رسالتها الوطنية نموذجاً للعيش المشترك وستبقى صمام أمان والفداء من أجل القضايا العادلة والمحقة وفي مقدمها قضية الشعبين الفلسطيني والسوري الشقيقين». من جهته انتقد المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية بسام حمود «الحكومة التي فشلت في إرساء الاستقرارٍ الأمنيٍ»، داعيا جميع القوى السياسية إلى «تشكيل حكومة وحدة وطنية حقيقية تحمل على عاتقها نقل البلاد إلى بر الأمان وحلحلة كل الأزمات الاقتصادية والأمنية والمعيشية بعيداً من المحاصصة والكيدية والمحسوبيات».