في تطور أمني لافت تعرضت دورية فرنسية تابعة للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الى اعتداء هو الثاني بعد استهداف دورية إيطالية في 27 أيار (مايو) الماضي. واستهدف الانفجار الذي وقع بُعيد الخامسة والنصف من بعد ظهر أمس عند المدخل الجنوبي لمدينة صيدا، قرب مركز تعبئة الغاز على جسر سينيق، دورية فرنسية مؤلفة من ثلاث ناقلات جند كانت آتية من الجنوب، وهو ناجم عن عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق، ما أدى الى إصابة الناقلة الأخيرة وجرح ثلاثة جنود أحدهم إصيب في وجهه وحاله ليست خطرة ونقل الى مستشفى غسان حمود في صيدا، فيما تمت معالجة الباقيين في مكان الحادث من قبل مسعفين من الصليب الأحمر و «يونيفيل». وأفادت مصادر أمنية، أن العبوة التي تم تفجيرها من بعد بواسطة جهاز تحكم (ريموت كونترول) حصل بفارق لحظات عن تجاوز الدورية المكان المواجه للعبوة. وطاول الانفجار تحديداً مؤخرة الناقلة الأخيرة في المجموعة. وحضرت الى مكان الحادث الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية وضربوا طوقاً أمنياً، كما حضرت دوريات من قوات «يونيفيل» وفتحت تحقيقاً في الحادث. وتابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي موضوع الاعتداء، واتصل بالسفير الفرنسي لدى لبنان دوني بييتون مستنكرا «الاعتداء الآثم». وطالب ميقاتي وزيري الداخلية مروان شربل والعدل شكيب قرطباوي بفتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات الاعتداء. وكان السجال السياسي في لبنان عاد ليحتدم خارقاً الجمود الذي سيطر عليه في الأيام الماضية، واحتلت المواقف من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وسلاح «حزب الله» والإشكال الحاصل في بلدة لاسا في شأن العقارات التي تملكها أبرشية جونيه المارونية والمشغولة من قبل أهالي البلدة، حيزاً رئيساً في تبادل الاتهامات بين المعارضة بدءاً بكتلة نواب «المستقبل» وبين الأكثرية النيابية ممثلة ب «تكتل التغيير والإصلاح»، إضافة الى دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان للحوار، التي لقيت ترحيباً من الموالاة في مقابل اشتراط «قوى 14 آذار» إدراج بند السلاح من دون أي بند آخر على جدول أعماله، باعتبار أن البنود الأخرى كانت حظيت بإجماع المشاركين في طاولة الحوار وهي تنتظر المباشرة بتطبيقها. ونقل زوار سليمان عنه قوله إن من واجبه الدعوة للحوار، وإنه لا يضغط على أحد للحضور «وهو يقدِّر هواجس الجميع من دون استثناء... وسيبقى الرئيس يدعو للحوار ولن يألو جهداً للقيام بكل ما هو مطلوب منه لتحقيق التواصل بين القوى السياسية». ولم تغب الحملات الإعلامية التي تستهدف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن السجال الذي اندلع أمس، فاعتبرت كتلة «المستقبل» أن الحملة ضده «من قبل حزب الله دليل إفلاس وضعف حجة، والهدف تحوير الأنظار عن مشكلات الحكومة التي لم تفعل شيئاً حتى الآن في موضوع اختطاف الأستونيين السبعة الذين قالوا إنهم احتجزوا في سورية». واتهمت الكتلة لدى اجتماعها عصر أمس بغياب رئيسها فؤاد السنيورة، «حزب الله» بأنه «يريد مصادرة نتائج الحوار قبل أن يبدأ، رافضاً موضوع سلاحه ومغلفاً الأمر بعناوين عامة، متناسياً أن سلاح المقاومة الذي حرر الجنوب فَقَد شرعيته بعد أن تحول الى صدور اللبنانيين في العاصمة والمناطق وبعد أن احتضن المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه». وقال مصدر بارز في «حزب الله» ل «الحياة»، أن الحزب يرفض إدراج السلاح من ضمن الاستراتيجية الدفاعية، وقال إن ممثله في الحوار الذي استضافه سابقاً رئيس الجمهورية، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، كان أبلغ المشاركين بأنه سيضطر الى الانسحاب في حال إصرار البعض على طرح السلاح من ضمن الاستراتيجية الدفاعية. الى ذلك، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، أن «الرئيس السوري بشار الأسد استقبل (أمس) وزير الطاقة والمياه جبران باسيل وعرض معه للأوضاع في لبنان بعد تشكيل الحكومة وعلاقات التعاون السورية – اللبنانية».