يتساءل الإعلامي اللبناني طوني خليفة في برنامجه «للنشر» عن سبب انتشار الممثلين اللبنانيين أخيراً من خلال الدراما السورية وفشلهم في ذلك عبر الدراما اللبنانية. السؤال مشروع تماماً طالما أن الجميع صار يملك فضائيات تروّج لكل شيء، والدراما جزء رئيس من هذه اللعبة، وتجيء في صلب عمل هذه الفضائيات والعالم الحقيقي والافتراضي الذي يروّج له عبرها أيضاً، وليست صناعة الدراما والنجوم إلا «مهراً» لكلا العالمين. واذا استثنينا تساؤل خليفة هنا، وحاولنا الركون إلى استنتاجات معينة، وبخاصة أن محطة «الجديد» نفسها بثت حلقة قبل فترة وجيزة من المسلسل السوري ذي الحلقات المنفصلة «أهل الغرام» بعنوان «قمر مشغرة» (شاركت فيها سيرين عبدالنور ومجدي مشموشي ولفيف من الممثلين اللبنانيين، ودارت أحداثها بالطبع في فندق بيروتي، وبدت فيه القصة شائعة تماماً نجد اصداءها في عشرات الأفلام والسير الدرامية)، سنجد ان ليس بالأمر السهل هنا محاولة تفسير الأسباب التي أدت إلى تراجع أو تقهقر الدراما اللبنانية طالما أنها كانت «متفوقة» يوماً وكان لها نجومها ونجماتها حين كان الأسود والأبيض هو من يتحكم بالصورة، ولم تكن هناك أقمار وفضائيات تروّج في طريقها لكل شيء. وربما تبدو الأمور أكثر تعقيداً اليوم في ما يخص الممثلين اللبنانيين أنفسهم، فليس انتشار اللهجة السورية عبر الدراما المحلية من اسباب انتشار الممثلين السوريين مثلاً، وإن بدا الأمر كذلك في ما يخص المسلسلات المدبلجة، وهذا يعني هنا أن صناع الدراما اللبنانية فاتهم التأسيس على ما سبق، وتناسوا أو تجاهلوا كيف أن المسلسلات التلفزيونية اللبنانية كانت يوماً في المقدمة حين لم تكن هناك مسببات لذيوعها كما هو الحال اليوم. وربما تبقى، وهذا مهم جداً ولا يطاول العنصر البشري، بقدر ما يطاول الأجواء النفسية التي يمكنها أن تطلق العنان لهذه الدراما أو تلك، قضية الانفتاح والتأمل في جوهر القصة المعروضة على المشاهدين، وهذان العنصران بالغا الأهمية بالنسبة الى تسويق العمل ونجومه ونجماته، وربما هذا هو السبب الرئيس في انتشار الدراما السورية، وصعودها بالممثلين والممثلات اللبنانيات من خلالها. وغير ذلك يبقى أن اهمال صناع الدراما اللبنانية لهذه العناصر المجتمعة سيفسد عليها حتى البقاء في المربع الأول الذي وصلته يوماً، حين كانت مطلوبة وتحظى بنسب مشاهدة عالية وتتردد أسماء نجومها ونجماتها بين مشاهدين عرب كثر، كانوا يتعرفون إلى لبنان وأقماره من خلالهم. وإلا ما معنى أن يشارك نجوم لبنان ونجماته في مسلسل سوري يعاين قصة لبنانية صرفة وينجحون، ثم يفقدون مثل هذا النجاح حين يشاركون في مسلسل محلي؟ هذا هو جوهر تساؤل طوني خليفة في برنامجه، وربما يكون الاكتفاء بالجوهر هو المقدمة لمعرفة أسباب الفشل اللاحقة.