فتحت محاولة اغتيال أحد أقطاب «قوى 14 آذار» النائب بطرس حرب التي أحبطتها الصدفة أول من أمس، النزاع مجدداً على تسليم وزارة الاتصالات «داتا» حركة الاتصالات الخلوية الى الأجهزة الأمنية لتعقب المخابرات التي يمكن ان يكون قام بها الجناة والمشتبه بهم، وأطلقت الحادثة مرحلة جديدة من التصعيد في العلاقة بين قوى المعارضة ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بعد أن طالبت باستقالته. وإذ أمهل النائب حرب السلطات الرسمية 48 ساعة لكشف المعلومات في شأن محاولة اغتياله مشيراً الى انه سيعقد مؤتمراً صحافياً الاثنين المقبل ليدلي بما لديه في هذا الشأن، فإن تفاعلات إخلاء القضاء العسكري سبيل 3 ضباط و5 عسكريين من الجيش اللبناني كانوا موقوفين للتحقيق معهم بمقتل الشيخين أحمد عبدالواحد وحسن مرعب قبل 5 أسابيع في عكار، استمرت أمس قطعاً للطرقات وظهوراً مسلحاً في محيط قرية البيرة في عكار. فتجاوزت ردود الفعل السياسية والشعبية قدرة القوى صاحبة النفوذ في الشمال لا سيما «تيار المستقبل»، على ضبطها، خصوصاً أنه لم يحصل تجاوب مع مطالب فاعليات المنطقة إحالة القضية على المجلس العدلي. وأعلن السيناتور الأميركي جون ماكين، وعضو لجنة التسلح في الكونغرس الأميركي الذي زار بيروت ليومين، انه لم يقصد لبنان في دعوته الى قيام منطقة آمنة للجيش السوري الحر والمقاومة السورية في لبنان، «بل اما عبر تركيا أو الأردن، لأن الأمر في لبنان مختلف، والمعارضة السورية بحاجة الى الملاذ الآمن انما ليس من لبنان». أما على صعيد التحقيقات المتواصلة في محاولة اغتيال حرب، فأوضحت مصادر مطلعة ان فريق التحقيق وضع رسماً تقريبياً للجاني الذي كان قاطنون في المبنى الذي يقع فيه مكتب حرب احتجزوه ثم قام رفاقه بتهريبه بعد أن انتحلوا صفة عناصر في مخابرات الجيش. وكانت قوى 14 آذار وجهات أمنية أثارت أول من أمس مسألة التلكؤ في تسليم داتا الاتصالات للأجهزة الأمنية والتي تساعدها على تتبع اتصالات يمكن للجناة الذين قاموا بتحضير محاولة الاغتيال. وإثر اشتداد الحملة في هذا الصدد اتصل وزير الاتصالات نقولا صحناوي بالنائب حرب وأبلغه انه سيتم تسليم الداتا المتعلقة بالمنطقة المحيطة بمسرح الجريمة. وقالت مصادر أمنية انه بعد تسلم قادة الأمن هذه الداتا تبيّن انها ناقصة لأنها جاءت من دون ان تشمل رموز تحديد شريحة الاتصال، بحيث يتعذر تحديد الرقم الذي يجري منه أي اتصال يمكن الاشتباه بحركة اتصالاته لتعقبها، وهو أمر لا يشمل التنصت على المكالمات. وقال النائب حرب إن النيابة العامة التمييزية طلبت داتا الاتصالات في كل لبنان وليس فقط في منطقة الحادث، وشدد على اعطاء الداتا كاملة. وتردد ان قوى 14 آذار ستطلب عقد جلسة نيابية خاصة لبحث موضوع الاغتيالات في حضور الأجهزة الأمنية. فيما دعا ميقاتي الى عقد جلسة لمجلس الوزراء الاثنين المقبل. وعن مطالبة قوى 14 آذار باستقالة الحكومة على خلفية المحاولة التي استهدفت حرب، دان ميقاتي «هناك آليات دستورية لإنهاء عمر الحكومة، وإلى حين توافرها أؤكد انها ماضية في عملها وإنتاجيتها ولن تتوقف عند الحملات العبثية المعروفة الأهداف والغايات». وتردد ان مجلس الوزراء سيبحث موضوع تسليم داتا الاتصالات وقضية إحالة مقتل الشيخين عبدالواحد ومرعب في عكار على المجلس العدلي وفق ما يطالب به أهالي المنطقة وفاعلياتها. وفيما استمر قطع الطرقات في عكار احتجاجاً على إطلاق العسكريين الخاضعين للتحقيق في اغتيال الشيخين، أكد أعضاء في لجنة متابعة القضية ان إخلاء العسكريين «جاء مفاجئاً وتوقيته خاطئاً» مساء الخميس. وأشارت مصادر اللجنة الى انها مع ضبط الوضع الأمني في المنطقة «لكن يصعب ذلك حين ترتكب السلطات أخطاء من هذا النوع، والقرار الأخير يحشر القوى الراغبة في التهدئة». من جهة ثانية، شدد السفير السعودي لدى لبنان علي عواض عسيري على أن «السعودية لم تستعجل في قرار تنبيه رعاياها من التوجه الى لبنان»، وقال: «هناك مشاكل أمنية حصلت مع رعايانا لم نعلن عنها، وهذا أمر يمس كرامة السعوديين»، مشيراً الى ان «هناك سعوديين اختطفوا وسرقت أموالهم في لبنان، والفاعلون أحرار ولم تُتخذ أي إجراءات بحقهم»، موضحاً ان «هناك سعودياً أخذ منه مبلغ 200000 دولار والسارقون معروفون ولم يُقبض عليهم».