تعيش الرباط منذ أيام على وقع خلافات حادة بين مجلس بلدية المدينة وشركة «فيوليا» التابعة لمجموعة «فيفندي» الفرنسية، أدت إلى توقف خدمات جمع النفايات بعد نزاع بين الطرفين حول تفسير بنود دفتر الشروط الذي يمنح لفروع الشركة الفرنسية مهام معالجة النفايات الصلبة في العاصمة المغربية. وأكدت مصادر مطلعة أن خلافاً مالياً فجر الأزمة الصامتة بين مجلس مدينة الرباط وشركات جمع النفايات، بعد أن اشتكى السكان من ضعف خدمات النظافة في العاصمة، التي تدفع 90 مليون درهم سنوياً لجمع القمامة، في وقت عجزت البلدية عن فعل ذلك لأسباب تقنية. ونتيجة ذلك، تكدست أطنان من القمامة وسط الرباط ما سبب استياء المواطنين، الذين حمّلوا الشركة الفرنسية والبلدية سوء تدبير ملف القمامة الذي يسدد كلفته المواطنون، ما دفعهم إلى إحراق بعض النفايات تجنباً للآثار الصحية والبيئية. وتتبع شركة «فيوليا» مجموعة «فيفاندي» التي تدير أيضاً خدمات الماء والكهرباء والتطهير الصحي في العاصمة ومدن مغربية أخرى. وكان «المجلس الأعلى للحسابات» اتهم تلك الشركات بتحويل أرباح مبالغ فيها إلى فرنسا لتمويل عجز مجموعة «فيفاندي» على حساب دافعي الضرائب في المغرب، كما اتهم بعض الشركات الفرنسية بالتحايل على القانون والتلاعب بالفواتير والإخلال بدفاتر عقود وقعتها مع الجهات المغربية بعضها يمتد على مدى 30 سنة. واعتبر محللون أن العلاقات الاقتصادية المغربية - الفرنسية تعيش أزمة صامتة بعد أن طلبت باريس من شركاتها العودة إلى البلد وتوفير فرص عمل.