تصاعدت المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين في جنوب السودان الذين أعلنوا سيطرتهم على مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية ومقاطعة أيود، إلا أن جوبا أكدت صد هجوم المتمردين على المنطقتين وتكبيدهم خسائر فادحة، بينما مدد الوسطاء الأفارقة المحادثات بين طرفي النزاع إلى 28 آب (أغسطس) الجاري.وقال القائد العسكري للمتمردين بيتر قديت الذي فرضت عليه الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات إن قواته سيطرت على مقاطعتي بانتيو و أيود في ولاية الوحدة مؤكداً سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى من الجيش الحكومي. وأفاد أن قوات الرئيس سلفاكير ميارديت هاجمت مواقع المعارضة بأكبر حشد عسكري منذ انطلاق الحرب بينهما نهاية العام الماضي، موضحاً أن القوات الحكومية كانت تعد للمعارك منذ فترة طويلة، وأن كميات ضخمة من الأسلحة التي استوردتها جوبا استُخدمت خلالها. وذكر أنه للمرة الأولى تُستخدم مدافع طويلة المدى في عملية القصف وطالب بوقف مد سلفاكير بالاسلحة ومنعه من استيرادها، وتوجيه عائدات النفط لمواجهة المجاعة التي تشهدها بلاده. وأكد قديت سقوط مقاطعة بانتيو في يد المعارضة المسلحة عقب معارك ضارية تكللت بانسحاب القوات الحكومية من عاصمة ولاية الوحدة. وكشف أن قواته استطاعت أيضاً الانتقال عبر النهر والسيطرة على مقاطعة ربكونا تماماً، مشيراً الى أن غالبية المواطنين يحتمون في مطار بانتيو، كما أُجلي حرجى بالطائرات إلى جوبا ومعهم وزراء من الحكومة المحلية في ولاية الوحدة. في المقابل، نفى القائد العسكري للقوات الحكومية سانتينو دينق وول بشدة أمس، مزاعم المتمردين. وقال إن قواته صدت هجوم المتمردين وإنها ما زالت داخل مدينة بانتيو بعدما «كبدت العدو خسائر فادحة في الارواح والمعدات العسكرية». على الصعيد السياسي، مدّد وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا «إيغاد»، المحادثات بين طرفي النزاع الى 28 آب الجاري، من اجل تحقيق تقدم ينهي الأزمة ويوقف القتال. وقال وزير الاعلام في حكومة الجنوب مايكل مكوي، إن وساطة «إيغاد» طرحت مقترحاً بشأن ترتيبات الأمنية ووقف دائم للنار، وتشكيل حكومة وحدة انتقالية، وآلية لإقرار دستور للبلاد. كما أرجأت منظمة «إيغاد» القمة الاستثنائية لرؤساء دول وحكومات المنطقة التي كانت مقررة اليوم إلى حين توصل طرفي النزاع إلى تفاهمات حول المسائل الخلافية. وفي سياق متصل، انتقد زعيم المتمردين رياك مشار، الرئيس سلفاكير وقال انه فقد الصدقية في قيادة البلاد إلى حكومة وحدة وطنية انتقالية، مشككاً في أن تقود الوساطة الأفريقية إلى تسوية للازمة. واتهم الوساطة بالضعف بعدما تراجعوا عن موعد انهاء المحادثات في 10 آب الجاري حسب المهلة التي حددوها لتشكيل حكم انتقالي. وطالب مشار وسطاء «إيغاد» بممارسة ضغوط على سلفاكير لاعادة السلام والاستقرار إلى جنوب السودان. وأضاف: «من أجل تحقيق المصالحة الوطنية ينبغي مناقشة جذور الأزمة وهي قتل المدنيين في جوبا والدعوة الى انتخابات حرة وشفافة».