مع مرور الزمن تتأكسد خلايا الجسم مثلما يتأكسد معدن الحديد، وتنتج من هذا التأكسد مركبات كيماوية غير مستقرة لا همّ لها سوى زرع براثن الشر في كل خلايا الجسم، الأمر الذي يفسح المجال أمام ظهور أمراض كثيرة بالغة الخطورة، من أبرزها الأمراض القلبية الوعائية، والسرطان، وداء ألزهايمير، وعتامة عدسة العين، والتهابات المفاصل، وغيرها. وهناك عوامل بيئية كثيرة تشجع على تشكل الجذور الكيماوية الحرة مثل التدخين، وتلوث الجو، والمبيدات الحشرية والنباتية، وأشعة الشمس، والهورمونات الصناعية، والدهون المشبعة. وكي يواجه الجسم الجذور الكيماوية الحرة، فهو يحتاج إلى مضادات الأكسدة التي تعتبر خط الدفاع الأول في المعركة ضد تلك الجذور لمنعها من تحقيق مآربها. إن الجسم ينتج عدداً من مضادات الأكسدة، لكنها غير كافية من جهة، ومن جهة أخرى، فإن قدرة الجسم على إنتاجها تتقهقر مع التقدم في العمر. ما هو الحل؟ إنه يكمن في تأمين تلك المضادات من خارج الجسم. وعلى رغم توافر تلك المضادات بغزارة في الأغذية، فإن كثيرين تراهم يقبلون على تناولها في شكل حبوب دوائية، مع أن الدراسات أثبتت أن مضادات الأكسدة من مصادرها الطبيعية هي الأفضل كونها تحتوي على الآلاف منها وفي أشكال يسهل امتصاصها، الأمر الذي يرفع مستوى وجودها في الدم بصورة تفوق مثيلاتها الدوائية التي لا تحتوي إلا على عدد ضئيل منها يضعها الصانعون في عناوين براقة. ان أهم مضادات الأكسدة ومصادرها الطبيعية هي الآتية: - البيتا كاروتين، ويوجد في الفاكهة، مثل المشمش والمانغو والخوخ والغريب فروت والبطيخ. كما يوجد في الخضر الحمراء والبرتقالية والصفراء اللون، مثل الجزر، الشمندر، البروكولي، الهليون، الذرة، الفليفلة الخضراء، القرع، السبانخ، البطاطا الحلوة والبندورة. - الفيتامين سي، ويتوافر في الكثير من الفواكه والخضر مثل الفواكه الحمضية، والتوت، والشمام، والفراولة، والبقدونس، والبروكولي، والفليفلة. ومن المهم توزيع الحصص اليومية من هذا الفيتامين على مدار النهار وليس تناولها مرة واحدة لأن هذا الفيتامين يذوب في الماء وما فاض منه يتخلص منه الجسم. - الفيتامين ي، ويملك أهمية خاصة في دعم صحة العينين والبشرة وفي تقوية جهاز المناعة، ومن أهم مصادره ثمار الموالح، وبذور عباد الشمس، والزيوت النباتية، والأفوكادو. - البولي فينولات، وتوجد في ثمار الموالح، وثمار البرتقال. - الفلافونيدات، وتوجد في الكوسا، والعنب الأحمر، والبصل الأصفر والأحمر، والبروكولي. - الليكوبين، ومن أهم مصادره البندورة، المشمش، البطيخ، الغريب فروت. - الأيزوفلافونيدات، ونجدها في فول الصويا، والترمس، والبسلة. - الفيتواستروجينات، وتوجد في المكسرات. - مساعد الأنزيم كيو، ويوجد في السمسم، والمكسرات. - حامض الكلورجينيك، ويوجد في البندورة، والفراولة، والأناناس. - مادة الغلوتاتيون، وتوجد في الأفوكادو، العنب، البندورة، البرتقال، الفراولة، البروكولي، البامية، القرنبيط، القرع، الخوخ، البطيخ. - المعادن مثل الزنك، النحاس، السيلينيوم، والمنغنيز، ونجدها في ثمار البحر، والمكسرات. ومن أجل ضمان كل مضادات الأكسدة اللازمة للجسم تبقى النصحية الأساسية ألا وهي تلوين أطباق الغذاء اليومية بحيث تحتوي على كل الألوان، لأن مضادات الأكسدة هي التي تكسب الأغذية ألوانها المختلفة.