أعلنت إيران أمس، إطلاق عشرات الصواريخ الباليستية، مشيرة الى أنها دمرت نماذج لقواعد أجنبية في دول مجاورة، ووجّهت رسالة تؤكد «استعدادها لإرساء الأمن في الخليج، وعبور شحنات النفط مضيق هرمز». وقال قائد سلاح الجو في «الحرس الثوري» الجنرال أمير علي حاجي زاده: «لدينا صواريخ مداها 2000 كيلومتر، لكننا أطلقنا في هذه المناورات صواريخ مداها 1300 و800 و500 و300 كيلومتر». وأضاف: «أُطلقت كل الصواريخ بنجاح على أهداف محددة في صحراء سمنان، وأصابت كلّ أهدافها». وأشار الى أن إطلاق الصواريخ أعقبه إطلاق مقاتلات ل «الحرس» صواريخ على أهداف محددة، ثم نفذت طائرات من دون طيار عمليات» في المنطقة. وأوردت وسائل إعلام ايرانية أن سلاح الجو التابع ل «الحرس» أطلق بنجاح «صواريخ باليستية بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدي، أصابت قواعد وهمية لقوات أجنبية في صحراء سمنان وسط البلاد، ودمرتها». وأشارت الى إطلاق «عشرات الصواريخ من طراز شهاب-1 وشهاب-2 وشهاب-3 وفاتح وتندر وزلزال وخليج فارس وقيام، أصابت كلها الأهداف المحددة بنجاح». وبثت قناة «العالم» الايرانية أن «الحرس» أطلق «صاروخاً باليستياً من طراز قادر، يبلغ مداه أكثر من ألفي كيلومتر ويعمل بوقود صلب»، متحدثة عن «اختبار صاروخ مضاد للرادار، تبلغ سرعته ثلاثة أضعاف سرعة الصوت، ويعمل بوقود سائل». وأشارت الى أن «أهداف المناورات هي نماذج للقواعد العسكرية الغربية المنتشرة في المنطقة، وتشبه تحديداً التي في الكويت والبحرين وأفغانستان». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الايرانية (إرنا) بأن طائرات من دون طيار «دمرت 7 قواعد افتراضية تابعة لقوات دخيلة علي المنطقة، في صحراء لوت وسط ايران». واعتبر الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس»، أن المناورات «هدفها الأساسي إبراز تصميم الشعب الايراني وإرادته السياسية في الدفاع عن قيمه الحيوية ومصالحه الوطنية». وأضاف: «هذا ردّ فعل طبيعي وحقيقي على الذين يهددون الشعب الايراني، بالإعلان دوماً أن كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة للتعامل مع ايران». أما الجنرال محمد شيرازي، رئيس المكتب العسكري لمرشد الجمهورية الاسلامية، فاعتبر أن «العالم شاهد المناورات ولمس القدرة الحقيقية التي تحظى بها ايران، والدول المعادية لنا فهمت فحوي رسالة المناورات الناجحة». وشدد الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست على أن المناورات «توجّه رسالة مفادها استعداد ايران في شكل كامل لإرساء الأمن في منطقة الخليج، وعبور شحنات النفط عبر مضيق هرمز». واعتبر أن «هذه الظروف تؤدي الى توفير أمن المنطقة، إذ إن أمن الإمدادات جزء لا يتجزأ من أمن سوق الطاقة، فيما أن عقوبات الدول الأوروبية والإدارة الاميركية عامل استفزازي يهدد أمن المنطقة». لكن فرنسا دانت المناورات وإطلاق الصواريخ، اذ اعتبرت ذلك «انتهاكاً» لقرار أصدره مجلس الأمن «يمنع إيران من أي نشاط مرتبط بالتكنولوجيا الباليستية». المحادثات النووية في غضون ذلك، أعلن ديبلوماسي أوروبي أن اجتماعاً بين ايران والدول الست المعنية بملفها النووي، عُقد في اسطنبول أمس، ضم خبراء في الفيزياء النووية، من دون مشاركة ديبلوماسيين. وأشار ناطق باسم الخارجية التركية الى أن الاجتماع «ذا الصفة التقنية أساساً»، مغلق تماماً أمام الصحافيين وعُقد في مكان سري، بناءً على طلب الأطراف المشاركين في المحادثات. وأكد مهمان برست أن بلاده «لن تتراجع عن مواقفها، تحت تأثير الضغوط والعقوبات الغربية»، مضيفاً: «تصوّر الغرب بأن تشديد الضغوط والعقوبات، سيجبر إيران على التراجع ويعزّز موقف الدول الست في المحادثات النووية، سيؤثر سلباً في مسار المحادثات». واعتبر أن «رفض الدول الست حقوق إيران النووية، ولا سيما حقها في تخصيب اليورانيوم والتوصل إلى اتفاق متوازن، يعزّز فكرة إمكان وجود رغبة لدى الغرب لإطالة أمد المحادثات ومنع نجاحها، وأحد الاحتمالات هو بسبب انتخابات (الرئاسة) الاميركية» المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012. وشدد على أن «رفض الحقوق النووية لإيران، قد يصل بالمحادثات إلى طريق مسدود».