علّقت أمس القوى الإسلامية والثورية المعتصمة في ميدان التحرير، وفي القلب منها جماعة «الإخوان المسلمين»، اعتصامها أسبوعاً بانتظار ما سيُسفر عنه المسار التفاوضي بين الرئيس الجديد محمد مرسي والمجلس العسكري في شأن الإعلان الدستوري المكمل الذي منح قادة الجيش صلاحيات واسعة على حساب الرئيس. وأزال المعتصمون المنصة الرئيسة في الميدان التي توقفت عن العمل منذ يومين، كما أزال معظمهم الخيام بعد إعلان تعليق الاعتصام لمدة أسبوع. وقال الناطق باسم «حركة 6 أبريل» محمود عفيفي إنه «تم تعليق اعتصام القوى السياسية والثورية في ميدان التحرير لإعطاء مهلة للمجلس العسكري والرئيس لإلغاء الإعلان الدستوري المكمل وإلغاء قرار حل مجلس الشعب». إلى ذلك، بدأ مرسي أمس الانخراط في الملفات الخارجية باستقبال وزراء خارجية الكويت الشيخ صباح خالد الحمد الصباح والعراق هوشيار زيباري وتركيا أحمد داود أوغلو. وعلمت «الحياة» أن نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز سيزور القاهرة السبت المقبل، بعد يومين من زيارة لعضو مجلس الشيوخ السيناتور جون ماكين. ومن المرجح أن يلتقيا مرسي، خصوصاً أن واشنطن تتطلع إلى معرفة بوصلة العلاقات مع القاهرة بعد وصول رئيس إسلامي إلى سدة الحكم. وأعلن الناطق باسم الرئاسة ياسر علي أن مرسي سيستقبل وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في الرابع عشر من الشهر الجاري، «للبحث في العلاقات بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة». والتقى مرسي أمس الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية للتمويل والتجارة التابعة للبنك الإسلامي وليد الوهيب لمناقشة قرض أبرمته مصر مع البنك ببليون دولار، غداة لقاء مع رئيس المصرف المركزي فاروق العقدة تناول الوضع الاقتصادي. ونقلت وكالة «رويترز» عن المستشار المالي لحزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان»، عمرو أبو زيد قوله ان مصر ستتفاوض مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الإسلامي للتنمية «ومع أي جهة تريد المساعدة» فور تشكيل حكومة خلال «اسبوع أو اثنين». وبعدما اجتمع مرسي أمس مع مجلس المحافظين بحضور رئيس حكومة تسيير الأعمال كمال الجنزوري للبحث في قضايا خدمية وأمنية، التقى مساء مديري الأمن في المحافظات ووزير الداخلية محمد إبراهيم وعدداً من مساعديه. وأفيد أنه «سيتم الإبقاء على المحافظين في مواقعهم حتى إجراء تشكيلات جديدة». وأبلغ مرسي المحافظين بأن «مؤشر النجاح لديّ هو مدى رضى المواطن عن الجهاز الإداري للدولة». وطلب منهم «تقريراً أسبوعياً عن الجهود المبذولة في كل محافظة لتنفيذ البرنامج الرئاسي». ويأتي ذلك في وقت بدا أن تشكيل الحكومة الجديدة والفريق الرئاسي ليس ضمن أولويات الرئيس، وأنه يترك تلك المهمة إلى مساعديه، إذ لم تعقد لقاءات مرتبطة بهذين الملفين في أجندة ثاني أيام ولايته. وكرر الناطق باسم الرئاسة أمس تأكيده عدم فتح اتصالات مع شخصيات لتولي مناصب سواء في الحكومة او في الفريق الرئاسي. وعقدت «الجبهة الوطنية» التي شكلتها قوى وشخصيات ليبرالية ويسارية وثورية مع مرسي قبل إعلان نتائج الانتخابات، اجتماعاً مساء أمس لاستكمال مشاورات ترشيحات التشكيل الوزاري الجديد وتشكيل الفريق الرئاسي. وكانت الجبهة اقترحت اسم المعارض البارز الحاصل على جائزة نوبل للسلام محمد البرادعي لشغل منصب رئاسة الحكومة. غير أن القيادي في «الحرية والعدالة» محمد البلتاجي اعتبر أن التقارير عن اختيار أحد بعينه سواء لرئاسة الحكومة أو للحقائب الوزارية «ما هو إلا من باب التكهنات». وأكد أن اختيارات مرسي «ستعتمد على الكفاءة».