خرجت اسرائيل بحملة دولية ضد قرار منظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" بادراج كنيسة المهد وطريق الحجاج في بيت لحم في قائمة التراث العالمي . واعتبرت القرار يندرج ضمن حملة التحريض على اسرائيل ،وبحسب الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية، يغال بالمر، فان طلب الفلسطينيين بادراج كنيسة المهد ضمن قائمة التراث العالمي هو تجاوز للاجراءات المعتادة في اليونسكو من أجل التصويت على قرار ليس له أي صلة بالمواقف التراثية العالمية ولا حتى بالموقع المعني، وهو كنيسة المهد. "وفيما قال بالمر ان ": الهدف الوحيد من هذا التصويت هو تحويل المنظمة إلى أداة للدعاية ضد إسرائيل واتخذ لاعتبارات سياسية في أعقاب سلوك ملتوٍ للفلسطينيين في مكان كان في الماضي هدفا للارهابيين الفلسطينيين،جاء في قرار منظمة اليونيسكو ان كنيسة المهد ،التي يعتقد أنها مقامة في موقع ولادة المسيح، مهددة بالخطر بسبب الخراب الحاصل من جراء تسرب المياه". ويعتبر الطلب الفلسطيني بإدراج الكنسية على قائمة التراث العالمي الأول من نوعه الذي تقدمه السلطة الفلسطينية منذ نيلها عضوية "يونسكو" بعد معركة دبلوماسية كسبها الجانب الفلسطيني في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط معارضة الولاياتالمتحدة التي رأت أن على الفلسطينيين توقيع سلام مع إسرائيل قبل طلب الاعتراف الدولي. وتعتبر كنيسة بيت لحم أكثر المناطق قدسية للمسيحيين اذ تشير الأرقام الصادرة عن مركز بيت لحم لحماية الإرث الثقافي، إلى زيارة نحو مليوني زائر خلال العام الماضي. ومع خروج اسرائيل بحملة التحريض على هذا القرار اعتبر باحثون وسياسيون اسرائيليون مواقف قيادة بلادهم عديمة المسؤولية وغبية . وقال الاديب الاسرائيلي روبيك روزنتال ان مثل هذا القرار يخسر اسرائيل عواصم العالم مضيفا"لا ينبغي للمرء أن يكون معارضا ثابتا للاحتلال كي يرى ما في هذا الرد من سخف. من الصعب جدا الشرح لمن ليس اسرائيليا منظومة العلاقات بين دولة اسرائيل والفلسطينيين في المناطق المحتلة، والمناطق نفسها. عندما تحاول رغم ذلك أن تشرح، المبدأ ليس الاعراب عن أفكار تبدو للشارح محقة بل ومطلقة، بل سماع شكوك المستمع والارتباط بالقاسم المشترك. واضاف روزنتال يقول:"خلف رد الفعل البائس يقف على ما يبدو فهم قانوني: اذا اعترفت اسرائيل بموقع تراث تقدم به الفلسطينيون، فانها تكون تعترف بالفلسطينيين مثابة دولة. مجرد هذا الفهم مدحوض: فللفلسطينيين منذ زمن بعيد سلطة مستقلة . وهو يكشف ايضا عن الحجة المزدوجة والمثيرة للحفيظة عن مكانة الاراضي الفلسطينية المحتلة. من جهة، الادعاء بان الوضع في المناطق المحتلة لا مرد له، والحقائق على الارض تقررت، نحو نصف مليون مستوطن يعيشون في كل موقع وموقع. من جهة اخرى، الفلسطينيون ليسوا مخولين بان يقرروا اي "حقيقة على الارض". هذه الحجة المزدوجة لا تنجح. اذا كان "حي حاف"، مع الاولبانه او بدونه، هو نموذج الاستيطان في المناطق، فانها جميعها تتعرض للضرب. وفي حرب الضرب هذه، ضربة موقع تراث عالمي لمؤسسة مسيحية من جانب رئيس وزراء فلسطيني، هي نقطة صغيرة في الجدول الجارف لحكم اسرائيل في الضفة الغربية، والذي لا يعرف احد الى أين يعتزم صب مياهه".