تشيع إسرائيل اليوم رئيس حكومتها السابع إسحق شامير الذي توفي مساء السبت عن 96 عاماً بعد صراع طويل مع مرض «ألزهايمر». وتبوأ شمير منصب رئيس الحكومة لسبع سنوات امتدت على ثلاث فترات، لكن وعلى رغم أنها ثاني أطول فترة يقضيها إسرائيلي على كرسي رئيس الحكومة، إلا أن الإسرائيليين يذكرونه على أنه الرجل الذي فضل «الوضع الراهن» على فعل اي شيء. وعلى رغم أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب «جرّه»، كما يحلو لوسائل الإعلام الإسرائيلية التوصيف، إلى «مؤتمر مدريد» للسلام إلا أنه رفض تقديم أي تنازل للفلسطينيين معتبراً ان السلام ينطوي على «خطوة متهورة» لا يجوز لإسرائيل كدولة صغيرة تحملها، معلناً في أكثر من مناسبة أنه سيذهب للمفاوضات «لتكون مفاوضات لا نهاية لها»، مكرراً اعتباره الضفة الغربية جزءاً من «أرض إسرائيل الكبرى» وليست محتلة ولا يمكن إعادتها لأحد، مقدماً أكبر دعم للمستوطنات اليهودية فيها على نحو تسبب في صدام مع الرئيس بوش. وعُرف شامير بعدائه للعرب وعدم ثقته بهم وهو صاحب المقولة التي رددها الإسرائيليون أمس «العرب هم العرب أنفسهم، كما البحر هو البحر نفسه»، أي أنهم لا يتغيرون في موقفهم من إسرائيل. ويعيد الإسرائيليون لشامير إنجاز اجتذاب أكثر من مليون يهودي مهاجر من دول الاتحاد السوفياتي عند انهياره مطلع تسعينات القرن الماضي، إلى إسرائيل. وقضى شامير، المولود في بولندا والمهاجر إلى فلسطين في ثلاثينات القرن الماضي، شبابه في عصابة «ايتسل» الإرهابية التي نشطت ضد الانتداب البريطاني وشارك في عمليات لم يكشف عنها إلى اليوم وألقي القبض عليه وتم ترحيله إلى اريتريا عام 1946 لبضع سنوات، عاد بعدها إلى إسرائيل، بعد اغتصاب فلسطين والتحق بجهاز الاستخبارات «موساد» قبل أن يمارس السياسة في سن متأخرة ويُنتخب للكنيست ثم رئيساً له فوزيراً للخارجية إلى أن خلف مناحيم بيغين في رئاسة الحكومة (عام 1983). وعرف عنه أنه لا يملك الكاريزما، «بل كان باهتاً لم ينل حب الإسرائيليين إذ لم يقدم لهم رؤية تبعث على التفاؤل، لكنه كان صلباً وكتوماً في آن»، كما كتب أحد المعلقين. وفي نعيه لشامير، قال رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إنه «كان من جيل العظماء الذين أقاموا دولة إسرائيل وقاد الدولة من خلال ولاء مطلق لفكرة أرض إسرائيل وقيَم الشعب اليهودي». وأضاف «الرجل كان يرى الأمور بشكل حقيقي وجدي واستطاع قراءة الواقع الذي تعيش إسرائيل فيه بشكل جيد منذ البداية وقبل غيره ولم يحاول خداع نفسه».