عبر شخصية شريرة جداً تفوق بمراحل درجة الشر التي أطل علينا بها في مسلسل «حدائق الشيطان» الذي كتب به قبل ثلاثة أعوام شهادة نجوميته في الدراما المصرية سيطل علينا الفنان السوري جمال سليمان هذا العام بمسلسل «أفراح إبليس» من تأليف محمد صفاء عامر واخراج سامى محمد علي، ويشاركه البطولة عبلة كامل وياسر فرج وأحمد سعيد عبدالغني وريهام عبدالغفور وآيتن عامر ودينا فؤاد وعدد آخر من الفنانين والفنانات. والسؤال هو ما الذي جذب جمال سليمان في هذا العمل ولماذا الإصرار على تقديم الشخصيات الشريرة في الدراما المصرية؟ وكان هذا السؤال هو الذي توجهنا به الى سليمان في بداية حوارنا معه فأجاب قائلاً: «الفيصل بالنسبة لي ليس في الدور سواء كان لرجل شرير أو لرجل طيب ومسالم، بل في ما يقوله الدور الذي يعرض عليّ، وهل يحمل جديداً ومختلفاً أم أنه سيكون بمثابة التكرار لما سبق لي تقديمه وقدمه غيري أيضاً؟ هذا هو ما أبحث عنه في أي عمل يعرض عليَّ وبناء عليه أوافق أو أرفض. يرفض جمال سليمان الأقاويل التي تنتشر حول العودة الى شخصية الرجل الشرير وتحديداً مع المؤلف محمد صفاء عامر الذي قدم معه تجربته الناجحة «حدائق الشيطان» فيقول: «هذا كلام غير واقعي وغير دقيق بمعنى أنه ليس بالضرورة أننا كما نجحنا في التجربة الأولى ننجح في تجربة مشابهة فهذا خطأ كبير يقع فيه الكثيرون. الأدق هو أن الموضوع الآن أصعب بكثير بالنسبة الينا. فالجمهور يترقب مشاهدة العمل الجديد وليس من المنطقي أن نقوم بتكرار أنفسنا ليس ثمة داع كي نفعل هذا». إذاً ما الذي جذبه الى «أفراح إبليس» وأقنعه ببطولته، يجيب: «كل ما يحمله العمل جديد ومختلف وإلا ما كنت وافقت على بطولته فور قراءتي له، على رغم مخاوفي في البداية من العودة لارتداء جلباب الرجل الصعيدي مجدداً». السلطة ورأس المال وعن موضوع المسلسل والشخصية التي يجسدها في أحداثه، يقول سليمان: «المسلسل يناقش في شكل واقعي واحدة من القضايا التي فرضت نفسها في السنوات الماضية ليس في مصر فقط بينما في الكثير من الدول العربية، ألا وهي قضية تزاوج السلطة مع رأس المال. فأنا أجسد في أحداثه شخصية همام أبو رسلان وهو رجل متجبر يملك شخصية تتميز بالقوة فيسعى للحفاظ على مجموعة الشركات الكبيرة التي يملكها وتنميتها فلا يسمح لأحد على الإطلاق بمحاولة النيل من نجاحاته أو ثروته ويستعين في سبيل ذلك بأقرب الناس إليه لمساعدته وهما ابنه الأكبر (بدر) الذي يتأثر بشدة بشخصية والده الى درجة انه على رغم تخرجه من كلية الحقوق لا يعمل بالمحاماة بل يتفرغ للعمل مع والده. أما الابن الثاني فهو (كمال) الذي أقرر أن أجعله سنداً لي في القاهرة والتقرب من خلاله لكبار المسؤولين بل وزواجه واحدة من بنات هؤلاء المسؤولين لكي يضمن الحماية من خلاله». ولكن هل سنشاهد همام أبو رسلان يتصرف بنفس درجة القوة والعنف مع زوجته في المنزل؟ «هل تتصورون أن هذا الرجل القوي والذي يتعامل بحزم يكاد يصل لدرجة العنف مع كل من حوله يكون على النقيض تماماً بداخل بيته سواء مع ابنته عالية (ريهام عبدالغفور) أو مع زوجته كملات (عبلة كامل) ومع هذا فإن هذا الرجل حين يقع في غرام الخادمة دهب (آيتن عامر) التي ربتها زوجته، يقوم بالزواج منها في السر حتى لا تعرف زوجته لخوفه من ردود أفعالها، هذه ليست المفارقة الغريبة في المسلسل والحقيقة أن تعرف في الكثير من بيوت، الرجال الذين يظهرون في الخارج وأمام الجميع بشخصيات قوية بينما هم في بيوتهم شيء آخر تماماً. همام أبو رسلان نموذج واضح سنراه ليس في نفس درجة القوة مع زوجته لكونها تتمتع بشخصية أقوى منه فيخشاها هو وكل أفراد الأسرة في أمور كثيرة ويعملون لها ألف حساب». غول وحول تعاونه مع الفنانة عبلة كامل للمرة الأولى يقول: «فنانة كبيرة بلا شك تمتلك موهبة طاغية وكما يقولون بلغة التمثيل في مصر، هي غول أمام الكاميرا وأنا تفهمت معنى هذه العبارة بعد لقائنا في هذا المسلسل». في «حدائق الشيطان» تاب مندور أبو الدهب عن كل الجرائم التي ارتكبها بعد اكتشاف إصابته بمرض خطير. فهل سيتوب همام أبو رسلان عن جرائمه في نهاية أحداث «أفراح إبليس»؟ يجيب: «لنترك نهاية الأحداث لمتابعة الجمهور لها والتنبؤ بأنفسهم بما سيحدث لهمام وأولاده وزوجته. أنا كل ما يمكنني قوله الآن هو أن هذه النهاية ستكون بمثابة المفاجأة غير المتوقعة على الإطلاق»!