أكدت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، أنها ستُطلع الرأي العام على نتائج التحقيق في حادثة جنوح القطار أول من أمس، أثناء رحلته من الرياض إلى الدمام، على بعد 77 كيلومتراً من مدينة الرياض. وتوقعت المؤسسة أن تصدر نتائج التحقيق خلال الأسبوع المقبل، مشددة على «الشفافية والوضوح» في التحقيق الذي تجريه في الحادثة، التي أسفرت عن 17 مصاباً، أكد الرئيس العام للمؤسسة بالإنابة المهندس حمد العبد القادر، أن «جميعهم غادروا المستشفيات، باستثناء ثلاثة أشخاص، بينهم سيدتين آسيويتين، منومتين في أحد مستشفيات الرياض، وحالتهما مُستقرة ومُطمئنة»، مبيناً أن حركة القطارات استُأنفت منذ مساء أول من أمس، «بعد تهيئة الخط الحديد في المنطقة التي وقعت فيها الحادثة» بحسب قوله. وأبان العبد القادر، في مؤتمر صحافي، عقده أمس، أن هناك «لجنة عليا تتولى التحقيق، بمشاركة هيئة الخطوط الحديدية، وتتواجد في موقع الحادثة منذ يوم مساء (أول من أمس)»، لافتاً إلى أنها قامت بجمع «الأدلة المهمة، للتعرّف على أسباب الحادثة وملابساتها، وأن من بين الأدلة التي ستحدد الأسباب: التسجيلات التي تمت بين قائد القطار ومركز التحكم الآلي، وكذلك قراءة شريط السرعات منذ بداية الرحلة حتى وقت وقوع الحادثة»، مؤكداً حرص المؤسسة على «نشر نتائج التحقيق أمام الرأي العام وفق مبدأ الشفافية والوضوح، الذي تعتمده المؤسسة في كل أعمالها وأنشطتها المختلفة». وتوقع قرب رفع التحفظ عن قائد القطار ومساعدوه المُحتجزين من جانب مرور الرياض، في المستشفى، حيث يتلقيان العلاج، مبيناً أنه زارهما أمس، ووضعهما «طبيعي جداً». وقال: «إن المؤسسة تقوم بإنهاء الإجراءات النظامية للإفراج عنهما، وستتولى مهمة التحقيق معهما، وفقاً للأنظمة والإجراءات المُتبعة في مثل هذه الحالات». واستبعد أن يكون وراء حوادث القطارات المتكررة، تدني مستوى الصيانة في المؤسسة، موضحاً أنها تملك «ورشاً ومعدات حديثة، وطواقم صيانة مؤهلة ومدربة». وقال: «إن عمليات الصيانة تتم وفق معايير وضوابط عالية الجودة والكفاءة، وهناك معايير دولية وخطط صيانة تتبعها المؤسسة في عمليات الصيانة كافة». وأكد العبد القادر، أن جميع المصابين «غادروا المستشفيات، وهم بصحة وسلامة، باستثناء ثلاث سيدات منومات في أحد مستشفيات الرياض»، لافتاً إلى أن حالتهن «مستقرة ومطمئنة». وشكر هيئة الهلال الأحمر السعودي، التي «تفاعلت مع الحادثة، ووصلت إلى الموقع في وقت قياسي، بكامل التجهيزات والآليات، وعملت على تحرير الركاب العالقين، ونقل المصابين بواسطة الإسعاف الطائر، وسيارات الإسعاف». وشكر كذلك وزارة الصحة، والمستشفيات الحكومية والأهلية كافة، التي «استنفرت طواقمها الفنية والخدمية، وتواجدت في محطة الركاب في الرياض، ووفرت فرص العلاج والإسعاف العاجل للمصابين»، مضيفاً أن «ما شهدناه مساء (أول من أمس)، يؤكد أن هذه الجهات تعمل وفق منظومة متناسقة ومتناغمة، وتتكامل فيما بينها». وحول المؤهلات العلمية والقدرات التي يجب أن تتوافر في قائدي القطارات، أوضح رئيس «الخطوط الحديد»، أن «المؤهل المطلوب فيمن يتقدم لشغل وظيفة قائد قطار هو حصوله على دبلوم ثانوي من المعاهد الصناعي، أو الكلية التقنية، ويخضع المتقدم لدورات تأهيلية نظرية وعملية. كما يحصل على دورة على جهاز محاكي، يتم من خلاله تدريب القائد على القيادة في ظروف تحاكي ظروف القيادة الحقيقية. ولكن في بيئة آمنة. كما أنه يتدرج في شغل وظيفة «مساعد قائد قطار»، إلى أن يتم اختباره لاحقاً، والتأكد من مهاراته العملية والفنية، حتى يُعيّن على وظيفة «قائد قطار». ولفت إلى عودة حركة القطارات، واستئناف الرحلات بعد الحادثة. وقال: «إنها استُأنفت الرحلات بشكل طبيعي مساء يوم الأربعاء، بعد أن قامت فرق الصيانة برفع العربات، وتحرير الخط، والاطمئنان على سلامته وجاهزيته لتسيير القطارات بشكل آمن»، مؤكداً أن المؤسسة «بدأت في تسيير قطارات الركاب بشكل طبيعي». وأردف أن «حركة الحجز طبيعية، ولم تتأثر بالحادثة الأخيرة. كما لم تتأثر حركة قطارات البضائع بهذه الحادثة، إذ أن مسار قطارات البضائع مُنفصل تماماً عن مسار قطار الركاب».