أوضح الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية بالنيابة المهندس حمد بن عبد الرحمن العبد القادر أن رحلات القطار استؤنفت بشكل طبيعي منذ مساء أمس إثر الحادث المؤسف الذي تعرض له قطار الركاب رقم (1) أمس الأربعاء أثناء رحلته العادية من الدمام إلى الرياض وتسبب في إصابة عدد من الركاب والطاقم كما أدى إلى تعليق الرحلات من الرياض , مبينا أن فرق الصيانة قامت برفع العربات وتهيئة الخط والاطمئنان على سلامته وجاهزيته لتسيير القطارات بشكل آمن . وأكد في لقاء صحافي عقده اليوم بمقر فرع المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بالرياض أن المؤسسة بدأت في تسيير قطارات الركاب بشكل طبيعي وأن حركة الحجز طبيعية , وحركة قطارات البضائع لم تتأثر بالحادث لأن مسار هذه القطارات منفصل تماماً عن مسار قطار الركاب . وبين المهندس العبدالقادر أن هناك لجنة تحقيق عليا بمشاركة هيئة الخطوط الحديدية موجودة في الموقع منذ يوم أمس وقامت بجمع الأدلة المهمة للتعرف على أسباب الحادث وملابساته ، و من بينها التسجيلات التي تمت بين قائد القطار ومركز التحكم الآلي وكذلك قراءة شريط السرعات منذ بداية الرحلة حتى وقت وقوع الحادث ، لافتا إلى حرص المؤسسة على نشر نتائج التحقيق أمام الرأي العام وفق مبدأ الشفافية والوضوح الذي تعتمده المؤسسة في كل أعمالها وأنشطتها المختلفة. وشدد على أن المؤسسة تمتلك ورش ومعدات حديثة وطواقم صيانة مؤهلة ومدربة وأن عمليات الصيانة تتم وفق معايير وضوابط عالية الجودة والكفاءة، وهناك معايير دولية وخطط صيانة تتبعها المؤسسة في كافة عمليات الصيانة. وقال المهندس العبد القادر :" إن المؤسسة تتابع الإجراءات التي تقوم بها الشركة المصنعة للقاطرات ولم تتسلم المؤسسة القطارات بشكل رسمي وهي لا تزال في فترة التجربة ، و إن المشكلات التشغيلية في هذه القطارات تعود لأسباب فنية تتعلق بنظام البرمجيات , وحالياً تم الانتهاء من تعديل وضبط البرمجة ويتم تجربتها وتشغيلها ضمن رحلات مجدولة في هذه الفترة من السنة التي تتميز بارتفاع درجات الحرارة ليتم الاطمئنان على سلامة الإجراءات التي تقوم بها الشركة , وأنه سيتم في ضوء النتائج إعادتها للخدمة" , متوقعا أن يتم ذلك بعد شهر رمضان القادم إن شاء الله . وأضاف " جميع المصابين في الحادث غادروا المستشفيات وهم بصحة وسلامة باستثناء حالتين لسيدتين من الجنسية الآسيوية وحالتهما مستقرة ومطمئنة ", مشيرا إلى أن حالة قائد القطار طبيعية جداً وقد زاره اليوم وبقية أفراد الطاقم الموقوفين لدى مرور الرياض وأن المؤسسة تقوم بإنهاء الإجراءات النظامية للإفراج عنهم , لافتا إلى أن المؤسسة ستتولى مهمة التحقيق معهم وفقاً للأنظمة والإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات . وفيما يتعلق بجانب السلامة في القطارات أوضح أن المؤسسة بحرصها نفذت في هذا الجانب عدداً من المشاريع من أهمها مشروع ازدواج كامل الخط الحديدي المخصص لقطارات الركاب ، ومشروع السياج على امتداد الخط من الدمام إلى الرياض ، ومشروع بناء معابر لفصل حركة القطارات عن حركة السيارات، كما تعاقدت المؤسسة مؤخراً مع خبير متخصص في سلامة القطارات لوضع خطط وإجراءات تعزز هذا الجانب وفق آليات ونظم عالمية , مؤكداُ أن المؤسسة لا تتهاون في هذا المجال وأن خطط التشغيل تتم طبق معايير مطبقة في أكثر دول العالم تتقدماً في هذا المجال . وفيما يخص المؤهلات العلمية والقدرات التي يجب أن تتوفر في قائدي القطارات بين أن المؤهل المطلوب لشغل وظيفة قائد قطار هو حصوله على دبلوم ثانوي من المعاهد الصناعي أو الكلية التقنية ويخضع المتقدم لدورات تأهيلية نظرية وعملية , كما يحصل على دورة على جهاز المحاكي الذي يتم من خلاله تدريب القائد على القيادة في ظروف تحاكي ظروف القيادة الحقيقية ولكن في بيئة آمنة، مشيرا إلى أن القائد يتدرج في شغل وظيفة مساعد قائد قطار في البداية إلى أن يتم اختباره بعد ذلك والتأكد من مهاراته العملية والفنية حتى يعين على وظيفة قائد قطار . وأزجى المهندس العبدالقادر شكر معالي وزير النقل ومعالي رئيس عام المؤسسة لجميع الجهات المعنية التي بذلت جهودها و أسهمت في تخفيف معاناة المسافرين وتذليل العقبات وتيسير إجراءات نقل المصابين والركاب الآخرين .