تخوض الرامية اللبنانية راي باسيل دورتها الأولمبية الأولى مشاركة في مسابقة الحفرة (تراب). وتكثف حالياً تحضيراتها موزعة إياها بين قطر حيث باشرت منذ 9 شهور برنامج إعداد مع أفراد المنتخب القطري، ومعسكرات خارجية منها معسكر في لوناتو – إيطاليا بدأته في 26 حزيران (يونيو) ويستمر حتى 10 تموز (يوليو) المقبل، ويتضمن سلسلة مباريات. ويضم سجل باسيل (24 سنة)، أول رامية عربية تنافس في مسابقة الحفرة الأولمبية، "تشكيلة" من الألقاب والميدايات العربية والدولية، تنوعت منذ عام 2004 بين ذهب البطولة والدورة العربيتين، وبرونز جولة كأس العالم في قبرص، وذهب جائزة كازاخستان المفتوحة، وفضة وبرونز البطولة الآسيوية، إلى المركز الرابع في ألعاب البحر المتوسط وبطولة العالم... إنجازات أهلتها لتصبح عنواناً مميزاً للرماية الأنثوية في العالم العربي، لا سيما أنها حققت نقلة نوعية منذ بروزها وخطفها الإنتصارات على رغم صغر سنها وندرة الإمكانات المتوافرة والموضوعة في تصرفها، حيث لم تجد عوناً فعلياً الا من عائلتها. ولأنها الرامية الوحيدة التي كانت تخوض منافسات الرجال في لبنان، بات يصعب على راي مواصلة التحضير على وتيرة متقدمة من المستوى الا في حال تفرغها وإنخراطها في برامج إعداد متواصلة، وقد وجدت في اللفتة القطرية ببادرة من رئيس الاتحاد محمد غانم والمواكبة من جهات وأشخاص في لبنان والخارج آمنوا بقدراتها وموهبتها ضالتها لتحقيق أحلامها. كما ساهم الاتحاد اللبناني للعبة واللجنة الأولمبية بما توافر لهما لدعم مسيرتها. ويومياً، تتدرّب باسيل الطامحة إلى إنجاز نوعي في "لندن 2012" يمهّد أمامها الطريق للإنطلاق في برنامج متكامل لألعاب "ريو 2016"، بمؤازرة مدرب منتخب قطر للحفرة الإيطالي روبرتو سكالزوني، بطل العالم السابق، وبمتابعة محضّر بدني ومعدّ نفسي إختصاصي ومشرف غذائي. وتوضح باسيل أنها لمست فارقاً واضحاً منذ إنخراطها في هذا البرنامج، علماً أن الجهاز الفني يوفّر لها "جرعات تطوير صغيرة" نظراً لتنفيذها البرنامج المقرر منذ مدة قصيرة، وخشية أن يؤثر التبديل الجذري سلباً على مستواها. وقد أوضح لها سكالزوني أن التغيير التام يحتاج إلى مدة طويلة ليعطي ثماره، وهذا ما تأمله في المرحلة التالية إستعداداً ل"ريو 2016". وعلى رغم ذلك، لمست باسيل الفارق سريعاً من خلال التطور الذي طرأ على أدائها، خصوصاً أن تركيزها بات منحصراً في التدريب، والعمل جار على ضبط إيقاعها أو ما يسمى تعديل لمسات دقيقة على أسلوبها وكيفية تهيئتها ذهنياً وايقاع تنفسها خلال المنافسة، ما جعل نتائجها ثابتة وتقدمها مضطرداً. فقد سجلت في التدريبات الأخيرة وللمرة الأولى مجموعة 96 طبقاً من 100، وهذا ما تأمل في تحقيقه ميدانياً خلال "الامتحان الكبير" يوم 4 آب (أغسطس) المقبل في ألعاب لندن.