مساكين موظفو هيئة مكافحة الفساد، يبدو أنهم الوحيدون في البلاد الذين يقدمون إقراراً بالذمة المالية... حسب علمي لا يذكر شيء عن الإقرار المالي عند تعيين الموظفين، والصحافة ذكرت قبل أيام أن مجموعة منهم قدمت إقراراً من هذا النوع لم تكشف تفاصيله، ثم أدت المجموعة القسم أمام رئيس الهيئة. وإقرار الذمة المالية مع القسم جديد علينا، صحيح أن كبار المسؤولين مثل الوزراء يؤدون القسم حين تسلّمهم المناصب، لكن لا يذكر شيء عن إقرار الذمة المالية لا في القطاع العام ولا حتى الخاص الشريك في التنمية. قد تكون هيئة «نزاهة» تؤسس لسن سنة حميدة فبدأت بموظفيها، هذا يحسب ويقدّر لها. إنما هل تستطيع أن تجعل ذلك قانوناً معلناً يسري على الجميع في القطاعين العام والخاص؟ دعونا نتحدث عن الواقع، أصبحت قصص الفساد تروى وكأنها أشبه ما تكون بقصص نجاح باهر! أبطالها هم من الفرسان الذين حققوا الانتصار خرجوا من المعركة سالمين «غانمين»، وهم سيصفون مع طابور رجال الأعمال العصاميين قريباً، تسمع عن هذا وذاك الذي «قحش أو غمط هبرة من المال» أو تنفّع من شركات تعمل مع جهاز أو شركة يديرها، ثم استقال أو أقيل أو نقل إلى موقع آخر، ويقال عن الواحد من هذه الفئة إنه «عتق»، أي خرج أو وُلِدَ من جديد دون ضرر بيّن! بالطبع ليس كما ولدته أمه! وأصبحت لدينا شهادة مبطّنة لكنها أفضل بمراحل من شهادات الدكتوراه والأستاذية، والإنجازية، إنها شهادة «عفا الله عما سلف». www.asuwayed.com @asuwayed